اندلاع صراع الأفيال بين حميدتي والبرهان.. ماذا يعني؟

 

اندلعت، صباح السبت، معارك في عدة مناطق استراتيجية بالعاصمة السودانية الخرطوم بين قوات الجيش و”الدعم السريع”، كما اندلعت اشتباكات مماثلة بمدينة مروي شمالي البلاد.

المعارك شملت مناطق استراتيجية بالخرطوم بينها المطار، وتخوم القصر الرئاسي، ومقر القيادة العامة للجيش، ومقري إقامة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، ونائب رئيس المجلس السيادي قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسط حالة هلع وهروب جماعي لمواطنين من وسط المدينة وجنوبها.

يأتي ذلك فيما أغلق الجيش الجسور والطرق المؤدية للقصر الرئاسي وسط الخرطوم بالمدرعات الثقيلة، كما نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان المتاخمة.

وبينما أعلن بيان للجيش السوداني أنه يتصدى لقوات “الدعم السريع” التي حاولت مهاجمة وحداته بمنطقة المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم، قالت قوات “الدعم السريع” في بيان إنها تفاجأت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقرها في أرض المعسكرات بسوبا في الخرطوم، وتضرب حصارًا على القوات المتواجدة هناك، ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

 

  • التصعيد العسكري يأتي في ظل خلافات بين البرهان وحميدتي حول اتفاق لحلحة الأزمة السياسية بالبلاد كان يعمل عليها الجيش مع ائتلاف “قوى إعلان الحرية والتغيير” المدني.
  • يتمحور الخلاف الرئيسي حول تبعية قوات “الدعم السريع”، والمدى الزمني لدمجها بالجيش؛ ففيما يعرض البرهان عامين لدمجها، يريد حميدتي أن تمتد الفترة لـ10 سنوات.
  • بالتأكيد يخشى حميدتي على مصيره، ولا يريد التخلي عن عناصر القوة التي يمتلكها بالفعل الممثلة في قوات “الدعم السريع”، والتي يمكن وصفها بأنها جيش مواز؛ فالرجل يتصرف بمبدأ “أكون أو لا أكون”، خاصة أنه لا يأمن الانقلاب عليه من قبل البرهان، وربما اعتقاله لاحقا ومحاكمته وجعله كبش فداء لكل أثام فترة ما بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019، في إطار الصراع على السلطة، وسعي قائد الجيش للانفراد بها.
  • وعبر التصعيد العسكري الحالي، يريد حميدتي -على ما يبدو- اعتقال البرهان أو قتله والانفراد بالسيطرة على المؤسسة العسكرية، أو على الأقل السيطرة على مواقع استراتيجية، منها مطار الخرطوم، والقصور الرئاسية، حتى عندما تأتي مرحلة التفاوض، يتحدث من موقع قوة لفرض شروطه.
  • سيقاوم حميدتي، خلال الانتقال لمرحلة التفاوض، مساعي دمج قواته، وسيسعى للحفاظ على وضعها الخاص واستقلاليتها عن الجيش؛ حيث تعمل حاليا بموجب قانون خاص تحت تسلسل قيادي خاص بها.
  • الحسابات الخارجية عامل رئيسي بالمشهد المشتعل بالسودان؛ فالبرهان، وفق مراقبين، أخذ الضوء الأخضر من الأمريكان والغرب لتصفية نفوذ حميدتي بعدما أزعجهم تعاونه مع مرتزقة “فاجنر” الروس بعدة دول أفريقية، فيما يتحرك الأخير وهو يشعر ببعض القوة لقاء الدعم الذي يلقاه من أطراف أخرى تتشابك علاقته معهم، وخاصة الجانبين الروسي والإماراتي.
  • التصعيد العسكري غير محسوب ويهدد بإدخال السودان إلى نفق مظلم، في ظل امتلاك طرفي الاشتباكات عناصر قوة كبيرة؛ فتعداد قوات “الدعم السريع”، وفق التقديرات،  يقترب من 100 ألف جندي، وتمتلك قواعد وانتشارا في جميع أنحاء البلاد. فيما يبلغ تعداد الجيش السوداني بحوالي 124 ألف فرد. لكن الأفضلية الجوية لقوات الجيش ربما تشكل عامل حاسم.
  • إذا طال أمد الاشتباكات، وهذا أمر مرجح ما لم تتدخل بقوة قوى دولية لها تأثير على طرفي الأزمة لوقفها، ستكون هناك أزمة إنسانية كبيرة في السودان، والتي يزيد منها أوضاع اقتصادية هشه تعاني منها البلاد بالفعل، في ظل صراع سياسي بين المدنيين والعسكرين محتدم منذ سنوات.
  • كما تهدد هذه المعارك العسكرية بإعطاء الغطاء العسكري المقبول لمزيد من التأخيرات المطولة في عودة السودان إلى الحكم المدني؛ حيث يمكن للبرهان استخدام المخاطر المتزايدة للعنف كدليل على أن السودان ليس “جاهزا” للحكم المدني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى