وزير الخارجية السعودي ينفى توتر العلاقات مع الإمارات

في رده على ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية التي أكدت وجود خلافات عميقة بين السعودية والإمارات خرجت للعلن، نفى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الأمر، واصفا الأنباء بأنها “مبالغ فيها” فقط.

وفي تصريحات له من لندن، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن التقارير عن وجود تباعد في العلاقات مع الإمارات “مبالغ فيها”، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” السعودية.

وقال الأمير فيصل بن فرحان إن “قرارات إنتاج النفط التي تتخذها دول “أوبك+” تعكس التوافق داخل التحالف، وإن المملكة تعتقد أن سياستها الحالية القائمة على ألا تزيد الإنتاج هذا العام صحيحة”.

الإلتزام بسوق مستقرة
وأضاف: “نقول دوما إننا ملتزمون بسوق مستقرة..وزير الطاقة يشعر بأن السوق ليست بحاجة إلى تغييرات في الإنتاج حتى نهاية العام”.

وزعم وزير الخارجية السعودي أن: “جميع القرارات في “أوبك” و”أوبك+” تتخذ عبر حوار مكثف جدا بين جميع الشركاء..كل بيان أراه من جميع الشركاء في “أوبك+” يعكس ذلك التوافق”، في إشارة إلى الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ودول أخرى من بينها روسيا.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد أوضحت في تقرير لها قبل أيام، إن ملفي النفط والحرب في اليمن قد تسببا في تصاعد التوتر بين الرياض وأبو ظبي، في إطار تنافس متزايد بين الدولتين الخليجيتين على المال والنفوذ.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها، إن مستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، سافر مرارًا وتكرارًا إلى المملكة العربية السعودية للقاء زعيمها الفعلي الأمير محمد بن سلمان، لكن ذلك فشل في تخفيف التوترات.

وكشفت المصادر أنه “في مناسبة واحدة على الأقل بعد قمة كانون الثاني/ يناير في أبو ظبي، لم يتمكن الشيخ طحنون من تأمين لقاء مع ولي العهد السعودي”.

وذكرت الصحيفة ” أنه عندما استضافت أبو ظبي قمة لقادة الشرق الأوسط في قصر ساحلي مطلع العام الحالي، كان هناك غياب صارخ لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقبل شهر من ذلك، تغيب قادة الإمارات عن قمة صينية عربية رفيعة المستوى في الرياض.

ولفتت الصحيفة إلى أن الخلافات اندلعت خلف الأبواب المغلقة، لكنها بدأت تتسرب بشكل متزايد إلى العلن، مما يهدد بإعادة ترتيب التحالفات في الخليج العربي الغني بالطاقة في وقت تحاول فيه إيران ممارسة المزيد من النفوذ في المنطقة، فيما أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام وخلط في صنع القرار في منظمة أوبك.

خلاف حاد حول اليمن
وبحسب الصحيفة، فقد كان الخلاف الأكثر حدة حول اليمن، حيث سحبت أبو ظبي معظم قواتها البرية من اليمن في عام 2019 لكنها ما زالت تخشى تهميشها من المناقشات حول مستقبلها حيث تواصل السعودية محادثات مباشرة مع الحوثيين بشأن إنهاء الحرب، وتريد الحفاظ على موطئ قدم استراتيجي على الساحل الجنوبي للبلاد وتوجيه القوة في البحر الأحمر لتأمين الطرق البحرية من موانئها إلى بقية العالم.

وفي كانون الأول/ ديسمبر، وقعت الإمارات اتفاقية أمنية مع الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية تسمح للقوات الإماراتية بالتدخل في البلاد في حالة وجود تهديد وشيك، وتدريب القوات اليمنية في الإمارات وتعميق التعاون الاستخباراتي، كما تسعى لبناء قاعدة عسكرية ومدرج على جزيرة في مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، وفقا لمسؤولين خليجيين.

وقال مسؤولون خليجيون إن المسؤولين السعوديين اعترضوا سرا على الاتفاق الأمني والخطط الخاصة بالقاعدة، واعتبروا أن الإماراتيين يعملون ضد أهداف الرياض الرئيسية المتمثلة في تأمين حدودها البالغ طولها 800 ميل ووقف هجمات الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ.

وردا على ذلك، نشر السعوديون قوات سودانية من التحالف العسكري العربي في مناطق قريبة من العمليات الإماراتية، وهو ما اعتبره المسؤولون الإماراتيون تكتيكًا للترهيب، على حد قول مسؤولين خليجيين.

إنزعاج الإمارات من المصالحة مع قطر
وقال مسؤولون ودبلوماسيون سابقون إن المصالحة السريعة بين الرياض والدوحة بعد أن ضغطت لإنهاء المقاطعة في أوائل عام 2021 أزعجت أبوظبي، والتي دفعت في الأصل لعزل قطر وأرادت مواصلة الحصار.

وقالت الصحيفة، إن إعادة تنظيم محتملة في الخليج قد تبلورت في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما ظهر ملك البحرين، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أن دولته تابعة للسعودية، في سباق الفورمولا 1 في أبو ظبي جنبًا إلى جنب مع الشيخ محمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى