باسنت محمد تكتب: الليلة المظلمة للروح
فكرت كثيرا قبل كتابة هذا المقال لأكثر من سبب.. أولا لأنه أول مرة سيطرح هذا المحتوي في صحيفة سواء كانت ورقية أو الكترونية لما يحويه من معلومات صادمة للقراء.. ثانيا خشيتي من ردات فعل القراء الأعزاء فحالهم وحالتهم قبل القراءة سيختلف تماما عن بعدها.. ثالثا وأخيرا لأن هذا المقال هو ما مررت به شخصيا ولست وحدي بل يزاملني أفواج من الناس الذين مروا بنفس الحالة والذين اختبروا ما ستقرأونه الأن..
الليلة المظلمة للروح.. او ليلة النفس المظلمة..
هي ليست ليلة وليست يوم ولم تكن ابدآ سنة.. قد تكون أعوام تمر بها انت أو تمر هي عليك.. هي سنوات الصحوة والإدراك والوعي هي تلك المرحلة التي يعيشها البعض أيام وشهور وسنوات مُرة مظلمة بل حالكة الظلام تفقدون فيها كل عزيز لديكم إما بالموت او الهجر والترك والخذلان تفقدون فيها كل شيء امتلكتموه اموال نفوذ سلطة اقارب أحباب أصحاب تفقدون الشغف لأي شيء وكل شيء تفقدون المتعة والاستمتاع حتي بأحب الاشياء واقربها إلي قلوبكم والتي كانت يوما ما هي كل المتعة والفرحة بالنسبة لكم.
ليلة النفس المظلمة أعراضها شبيهة بالاكتئاب ولكن هيهات فقد تنجو من الاكتئاب ولكن قد تصل بليلة الروح المظلمة إلي الهلاك لو لم تعلم كيفية التعامل معها ومعك أنت.. مع روحك وذاتك ونفسك
تشعرون في هذه الحالة انكم تدخلون مرحلة جديدة من حياتكم تنهار فيها كل مبادئكم وتنهار كل معاني الحياة تشعرون بأن الحياة ضاقت عليكم وأنكم ترحبون بالموت لأنه هو الوسيلة الوحيدة للتخلص من هذه المشاعر المميتة- هذا يبرر إقدام بعض الشباب والبنات علي الانتحار في الفترة السابقة دون اي سبب واضح أو مباشر- هذه المرحلة هي النور الذي يشرق من رحم الظلام.. هذه المرحلة هي النهاية لكل معاناتكم السابقة لكل الخيانات لكل الطعنات وكل الخيبات.. ستشعرون بمعني الوحدة حرفيا ستكونون وحدكم بمعني الكلمة ولن تجدوا حولكم أي إنسان اعتقدتم يوما أنه السند والعون .. النور ينبثق من الظلام
سيطفو علي السطح كل ما كنتم تخفوه عن انفسكم هي نتيجة لأي إخفاق اختبرتموه من قبل وأخفيتم شعوركم نحوه هي المواجهة لكل شيء خفتم يوما أن تواجهوه
هى مرحلة النهاية والبداية نهاية النسخة القديمة وبداية نسخة جديدة منكم وهي نسختكم الحقيقية
هي مرحلة كشف الذات الكاذبة.. الأنا والهوية المزيفتين وظهور الأنا الحقيقية.. هى مرحلة التخلص من السموم الروحية التي عشتوها من قبل اي آلام تهربتم منها تطفو علي السطح .. ستعتزلون العالم ستكفرون بكل التقاليد والعادات والأعراف وقد تصل بكم المرحلة إلي حد الابتعاد عن الدين ايا كان دينك ستسألون أسئلة وجودية من أنا ولماذا أنا هنا ما هو الكون من هؤلاء الناس؟
لا تتعجبوا من كلماتي فلم أفصح عن شيء بعد لقد توقف قلمي عن الكتابة الآن فربما هو الوقت الأنسب لنهاية هذا الجزء من المقال.. انتظروا الأجزاء القادمة فهي رسالة من الله عز وجل لارواحكم الحائرة
دمتم بخير وطابت ارواحكم