“مصر ترحب بأبنائها”.. عودة المعارض البارز ممدوح حمزة “لن تكون الأخيرة”
مع إغلاق صفحة تنظيم الإخوان، دشنت مصر صفحة جديدة مع أبنائها المعارضين والذين تخوفوا من أية ملاحقات أمنية، قد تطالهم لمواقفهم السياسية.
إلا أن تلك التخوفات ما لبثت أن تحطمت على صخرة أول اختبار لها؛ بعودة المعارض السياسي المصري الشهير ممدوح حمزة إلى الأراضي المصرية، وترحيب السلطات المحلية له، بكلمات حملت الكثير من الرسائل الإيجابية والمبشرة في آن واحد.
فبعد أن هدأت الأوضاع الداخلية في مصر، ببناء “جمهورية جديدة” تتكئ على التخلص من إرث الماضي، الذي لوثه عنف تنظيم الإخوان، والذي عاث بعناصره ومعاونيه فسادًا وإرهابًا، اتجهت القاهرة إلى “تصفير العداد”، وفتح ذراعيها أمام المعارضين من أبنائها والذين لم تتلوث أياديهم بدماء المصريين.
المحور الأول
تلك الصفحة الجديدة التي دشنتها مصر، اتكأت على عدة محاور؛ أولها إطلاق السجناء على خلفية المواقف السياسية، وهو ما بدا واضحًا خلال الفترة القليلة الماضية، بإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسية، والتي تمكنت مؤخرًا من إطلاق الآلاف من السجون المصرية.
ووضعت لجنة العفو الرئاسية التي توسعت قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني، شروطًا، أكدت ضرورة توافرها مسبقًا لإدراج السجناء السياسيين على قوائمها، بينها ألا يكونوا متورطين في الجرائم الخاصة بالجنايات والجنح المضرة بأمن الحكومة من الخارج والداخل والمفرقعات والرشوة وجنايات التزوير، والجرائم الخاصة بتعطيل المواصلات والجنايات المنصوص عليها في القانون الخاص بالأسلحة والذخائر وجنايات المخدرات والاتجار فيها، وجنايات الكسب غير المشروع والجرائم المنصوص عليها بقانون البناء.
تلك الخطوة أشادت بها الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري عقد الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترحب بالخطوات المهمة التي تتخذها مصر لحماية الحريات الدينية وحماية النساء وبإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسية، مضيفًا: نستمر بالحديث مع الحكومة المصرية لاتخاذ إجراءات فيما يتعلق بحقوق الإنسان، بينها إطلاق جميع السجناء السياسيين.
المحور الثاني
محور ثان كان على قوائم السلطات المصرية لإحداث انفراجة في المسار السياسي في البلد الأفريقي، بإطلاق الرئاسة المصرية في إبريل/نيسان الماضي، حوارًا وطنيًا، يهدف إلى جمع القوى السياسية على مائدة واحدة.
ذلك الحوار والذي اعتبر جزءًا من تأسيس “الجمهورية الجديدة”، ضم لأول مرة شخصيات معارضة ظلت بعيدة عن الساحة السياسية طوال السنوات الأخيرة؛ أبرزهم المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي.
واستبعد الحوار الذي يستهدف استعادة “لحمة” تحالف 30 يونيو/حزيران الماضي، من أجندته عناصر تنظيم الإخوان، التي دشن التحالف على أساس الإطاحة بها، بعد أن عاثت “إرهابًا” وعنفًا في البلد الأفريقي، كبدها الكثير من الخسائر المادية والبشرية، حتى تمكنت من التخلص من آثاره.
عودة المعارضين
بعودة المعارضين السياسيين أو “الطيور المهاجرة” إلى مصر، يكون البلد الأفريقي، أكمل القاعدة التي تتكئ عليها الجمهورية الجديدة، التي تسعى القاهرة، أن تكون خالية من مظاهر العنف، والجمود السياسي، وأن تتكئ على اقتصاد قوي، ينتشلها من أزمتها الحالية، ويقودها إلى مصاف الكبار.
المسار الأخير، كان أبرز مثال عليه، عودة المعارض السياسي الشهير ممدوح حمزة إلى مصر، فجر اليوم الإثنين، وما وجده من ترحيب استثنائي من قبل السلطات الأمنية في مطار القاهرة؛ حتى إنه جرى استقباله في صالة كبار الزوار.
وعن عودته، قال المعارض السياسي المصري، في مقطع فيديو بثه، إن مسؤولا أمنيا التقاه بالمطار وأبلغه أن مصر ترحب بأولادها وتفتح لهم ذارعيها ليعودوا إلى بلادهم لتستفيد منهم.
وأضاف ممدوح حمزة: “وصلت مطار القاهرة، حطت الطائرة في المطار، وخرجت من بوابة الطائرة، فوجدت رجلا ضخما، يرحب بعودتي، فسألته: من أنت؟ فقال: أنا العميد.. فقلت: إذن والفرقة التي إلى جواره ستصطحبني من الطائرة إلى مكان لا أعلمه”، في إشارة إلى احتمالية تعرضه للسجن.
تفاصيل العودة
إلا أنه تابع: “أحدهم، ساعدني في حمل الحقائب، واصطحبوني إلى مكان لم أعلمه مسبقًا، لكنهم قالوا لي إن الدكتور أسامة ينتظرك في الداخل.. قابلت أحد كبار رجال الشرطة، الذي أخبرني أن مصر ترحب بأبنائها المخلصين وتفتح ذراعيها لأبنائها، ليعودوا إلى بلادهم لتستفيد منهم”.
وأضاف المعارض السياسي المصري: “ميرفت شقيقتي وزوج ابنة شقيقتي، والدكتور أسامة الغزالي معي.. هذه حقيقة أراها أمامي.. لو كان هذا الاتجاه الحالي للدولة، فنحن على الطريق الصحيح.. أنا سعيد أن هذه هي الخطوة الأولى، وأنا متفائل جدا..”
واختتم تصريحاته بقوله: أرجو أن تكون الرسالة التي وصلتني وأسعدتني جدا، أن هناك انفراجة ستطال أبناء مصر المخلصين.. أطمئنكم أنني أتجه إلى منزلي”.