دبلوماسية الزلازل.. تركيا تعلن تطبيع فورى لعلاقاتها مع اليونان

استقبل وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” الأحد، نظيره اليوناني “نيكوس ديندياس”، الذي وصل أنقرة تعبيرا عن الدعم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل نحو 7 أيام وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الأتراك.

بثت قناة “تي آر تي” (رسمية)، مقطع فيديو لاستقبال “جاويش أوغلو” نظيره “ديندياس”، قبل أن يستقلا مروحية للأماكن التي ضربها الزلزال.

وتوجه الوزيران إلى أنطاكية حيث يساعد رجال الإنقاذ اليونانيون في عمليات البحث والإنقاذ عن ضحايا الزلزال المدمر.

وقالت وزراه الخارجية اليونانية إنه سيزور أعضاء بعثة الإغاثة اليونانية في البلاد.

ويمثل وصول “ديندياس” أول زيارة لوزير أوروبي إلى تركيا منذ الزلزال.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال وزير الخارجية التركي: “يجب تطبيع العلاقات مع اليونان”، لافتا إلى أن “الجار الجيد يظهر وقت الضيق”.

وأضاف: “سنطبع علاقاتنا مع اليونان رغم وجود تباين في وجهات النظر بين البلدين”.

أما وزير الخارجية اليوناني، فجدد وقوف بلاده مع تركيا في هذا الوضع الصعب، كاشفا أن فريق الإغاثة اليوناني أنقذ 50 مواطنا تركيا.

وقال: “لا نريد أن ننتظر زلزالا آخر لتطبيع علاقاتنا مع الجارة تركيا”.

وهذه الزيارة هي الأولى لوزير أوروبي لتركيا منذ زلزال الإثنين الماضي.

وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين تشهد تاريخا من التنافس يعود إلى قرون، لكن اليونان كانت من بين أوائل الدول الأوروبية التي أرسلت عمال إنقاذ ومساعدات إنسانية، الإثنين، بعد ساعات من الكارثة.

وعقب الزلزال، أعرب رئيس الوزراء اليوناني “كيرياكوس ميتسوتاكيس” عن تضامنه مع الشعب التركي، مؤكدًا على استعداد بلاده إرسال المساعدات إلى تركيا، قبل أن يعلن عبر “تويتر” عن حديثه مع الرئيس التركي “رجب طيب أروغان”، قائلًا: “لقد تحدثت للتو مع الرئيس أردوغان، بالنيابة عن الشعب اليوناني، أعربت عن أعمق تعازيّ للخسارة الفادحة في الأرواح وكررت استعدادنا لتقديم كل المساعدة اللازمة”.

وجاءت كارثة الزلزال لحظةً لتجاوز كافة الخلافات السياسية بين أثينا وأنقرة، ولو مؤقتًا، وذلك بعد ما يقارب العام من التوترات التي برزت في مايو/أيار 2022، وارتفعت وتيرتها في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

فيما تذكر صحيفة “نيويورك تايمز”، بحادثة مشابهة، بين تركيا واليونان أيضًا، وذلك خلال زلزال سبتمبر/أيلول 1999 في تركيا.

وتشير الصحيفة إلى أنه قبل ما يقارب الربع قرن، حدث زلزال مدمر في تركيا، تلاه زلزال آخر أقل حدة في اليونان، وفي حينها ساهم التعامل مع الزلزال في التقليل من حدة الخلافات الطويلة بين أنقرة وأثينا.

وتصف الصحيفة الأمريكية، تحسن العلاقات في حينها بـ”دبلوماسية الزلازل”، وهي فترة أعقبت الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجة في أغسطس/آب 1999، وكان مركزه بالقرب من بلدة إزميت، جنوب إسطنبول، وتشير الأرقام الرسمية في حينه، إلى مقتل 17 ألف شخص وتدمير العديد من المباني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى