غارات إسرائيلية على غزة.. وجهود مصرية للتهدئة

 

شن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، غارات جوية على قطاع غزة، قال إنها جاءت رداً على صواريخ انطلقت من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل، بعد عملية عسكرية شنتها قوات الاحتلال في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، فيما قالت مصادر مطلعة لـ”الشرق”، إن مصر تجري اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية للتهدئة.

وأطلقت الطائرات الاسرائيلية أكثر من 15 صاروخاً باتجاه 3 مواقع عسكرية فلسطينية، وردت المضادات الأرضية في غزة بإطلاق صاروخ من نوع “سام7” باتجاه الطائرات المغيرة، بحسب مراسل “الشرق”.

وقبل ذلك بساعات قليلة، قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صاروخين من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل اعترضتهما أنظمة الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، وذلك بعد ساعات من تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلية عملية عسكرية في محافظة جنين، أتبعتها إدانات دولية في ظل جهود مصرية وأممية لوقف التصعيد.

وتسببت الصواريخ في انطلاق صفارات الإنذار في المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود مع غزة، منذرة السكان باللجوء إلى المخابئ. ولم ترد أنباء عن إصابات، وذلك في أعقاب عملية إسرائيلية بمحافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة، الخميس، أسفرت عن سقوط أكبر عدد من القتلى خلال يوم واحد منذ أعوام.

وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا اعتراض نظام القبة الحديدية الإسرائيلية وهي تعترض صاروخين على الأقل من الصواريخ التي أفادت وسائل إعلام اسرائيلية أنها استهدفت مدينة عسقلان.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن السلطات الإسرائيلية فتحت الملاجئ أمام السكان رغد إعلانات بعدم وجود أي داع للذعر.

جهود للتهدئة
وأثارت العملية الإسرائيلية في جنين إدانات دولية واسعة، فيما قالت مصادر مطلعة إن مصر تجري اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية للتهدئة بعد اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين وقتل 10 فلسطينيين.

وذكرت المصادر أن القاهرة تعمل من خلال اتصالاتها لوقف أي خطوات تصعيدية “قد تؤدي إلى تعقيد الموقف في الضفة الغربية”.

وذكر تور وينسلاند، وهو وسيط تابع للأمم المتحدة، على تويتر أنه يتواصل كثيراً مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية “لخفض التوتر واستعادة الهدوء وتجنب المزيد من الصراع”.

ودعت الإمارات والصين وفرنسا مجلس الأمن، الخميس، إلى عقد اجتماع طارئ مغلق، الجمعة، بشأن التطورات الأخيرة في جنين.

وطلبت دولة الإمارات الاستماع إلى تقييم المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام تور وينسلاند، في هذا الصدد، وفق بيان عن وزارة الخارجية الإماراتية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تدرك “التحديات الأمنية الحقيقية للغاية” التي تواجه إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مضيفة أنها تدين تخطيط وتنفيذ “الجماعات الإرهابية” لهجمات ضد المدنيين.

وشددت الخارجية الأميركية، في بيان للمتحدث الرسمي نيد برايس، على الحاجة الماسة إلى تهدئة الوضع من قبل جميع الأطراف، ومنع وقوع الخسائر بين المدنيين، والعمل سوياً لـ”تحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية”.

وقالت إنها تنعي “فقدان الأبرياء لحيواتهم، وكذلك الجرحى بين المدنيين”، وأعربت عن قلقها من “دورة العنف في الضفة الغربية”.

وسيتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية الأسبوع المقبل لمناقشة الموقف.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد الوضع رغم أنه أمر قوات الأمن “بالاستعداد لجميع السيناريوهات في مختلف القطاعات”.

وقف التنسيق الأمني
وكانت الرئاسة الفلسطينية قررت، الخميس، وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والتوجه فوراً إلى مجلس الأمن تحت الفصل السابع، مع استكمال إجراءات الانضمام إلى المنظمات الدولية، وذلك رداً على اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية محافظة جنين بعملية عسكرية وقتلها 9 فلسطينيين.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القيادة الفلسطينية قررت اعتبار أن التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي “لم يعد قائماً اعتباراً من الآن”.

جاء ذلك في بيان صدر عن اجتماع طارئ، عقدته القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، والتي وصفها البيان بـ”المجزرة”، وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلالها 9 فلسطينيين فضلاً عن تسببها بإصابة العشرات.

وقررت القيادة الفلسطينية، وفقاً للبيان الذي تلاه الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة خلال مؤتمر صحافي عقد، مساء الخميس، في تلفزيون فلسطين “التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الفصل السابع ووقف الإجراءات أحادية الجانب”.

وأضاف أبو ردينة أن القيادة “قررت التوجه بشكل عاجل للمحكمة الجنائية الدولية، لإضافة ملف المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين إلى الملفات التي تم تقديمها سابقاً، والدعوة الفورية لقدوم لجنة التحقيق الدولية المستمرة في مجلس حقوق الإنسان، للتحقيق وإحالة مخرجاتها بشأن مسؤولية الاحتلال عن هذه المجزرة للمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن”.

كما قررت القيادة الفلسطينية استكمال الانضمام إلى بقية المنظمات الأممية والدولية، والتحرك على المستويات العربية والإسلامية والدولية من اجل دعم الموقف الفلسطيني.

اقتحام جنين
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين، صباح الخميس، حيث تصدى لها عشرات المسلحين.

وقالت مصادر محلية إن قوة من “المستعربين” الإسرائيليين المتخفين بزي مدني محلي اقتحموا المخيم مستخدمين شاحنة لتوزيع الألبان صادروها من الطريق العام، ونصبوا كمائن داخله، قبل أن تتبعهم قوة كبيرة من الجيش اقتحمت المخيم من 3 جهات، مستخدمة جرافات هدمت من خلالها الأسوار والعوائق.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الخاصة الإسرائيلية قتلت 7 مسلحين واثنين من المدنيين خلال اقتحام المدينة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه أرسل القوات الخاصة إلى جنين لاعتقال أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي يُشتبه بأنهم نفذوا “عدة هجمات إرهابية كبرى” وخططوا لها وأن القوات أطلقت الرصاص على العديد منهم بعد أن فتحوا النار.

ولم يشر المسؤولون الإسرائيليون إلى أنهم يجرون محادثات هدنة. وأثنى وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن جفير على القوات الإسرائيلية التي شاركت في اقتحام جنين قائلاً: “أي إرهابي يحاول إلحاق الأذى بأفرادنا عليه أن يعلم أن دمه مهدر”.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن اثنين من رجالها قُتلا خلال تصديهما لاقتحام مخيم اللاجئين في جنين، فيما قالت حركة حماس إن 4 من المسلحين القتلى ينتمون لها، وأعلنت حركة فتح مقتل أحد رجالها.

وأوضح سكان محليون أن المداهمة أسفرت أيضا عن مقتل رجل وامرأة من المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى