التخطيط للمصادفات..  بقلم – المهندس لطفي منيب 

 

–هل كانت مصادفة أن يبدأ العمل في بناء سد النهضة الأثيوبي بالتزامن مع أحداث يناير ٢٠١١ والتخريب والهدم والاضطرابات داخل مصر و علي كافة حدودها !؟
أم كان تخطيط للقضاء علينا كدولة بتركيع شعبها بالعطش والجوع و الإظلام الناتج عن العجز في توليد السد العالي للكهرباء بعد نقص مياه النيل والقيام بعمليات عسكرية إنتقامية ضد أثيوبيا رداً علي قيامها ببناء السد فتصبح مصر أمام العالم دولة معتدية علي حدود وسيادة الأخرين ويجوز لهم الانقضاض عليها وتدميرها كما حدث للعراق ،
وعلي العكس عملنا بسرعة وبتكاليف عالية علي علاج معظم النتائج المتوقعة من بناء سد النهضة قبل وقوعها، وتمت زيادة أراضينا الزراعية فعلياً بإضافة مساحات كبيرة لها يتم زراعتها بالمياه الجوفية ومن محطات أنشأناها لتحلية مياه البحر .
وقد تم أيضاً دخولنا في شراكة بمشروع بناء سد علي النيل الأبيض وبحيرة ڤيكتوريا بتنزانيا بتكاليف عالية بغرض تواجدنا فعلياً عند منابع النيل ولتوليد الكهرباء لإمدادنا و دول الجوار بها،
و قمنا أيضاً بالتوسع في إنشاء محطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي الذي كان علينا لاستخراجه من داخل حدودنا الشمالية الدولية بالبحر المتوسط وجوب امتلاكنا للقوة العسكرية البحرية الرادعة التي تم تسليحها بحاملة طائرات وغواصات وقطع بحرية مقاتلة حديثة لحماية حقوقنا في القيام بعمليات الاستكشاف واستخراج الغاز .
-وهل أيضاً كانت مصادفة العمليات الارهابية المتكررة ضد جنودنا علي الحدود الشرقية في سيناء ؟
والتي كانت إحداها اختطاف بعض جنودنا سنة ٢.١٣ و توجيه القيادة السياسية وقتها للحرص علي سلامة المختطفين والخاطفين !
لقد كان المخطط محو الهوية والدولة الوطنية المصرية والتحول لدولة خلافة دينية تحت ستار وشعار أن حدود الأوطان أوثان صنعها الاستعمار ، وهو الأمر الذي لم ولن يحدث بإذن الله.
-وهل كانت مصادفة عمليات نقل داعش بأسلحتها من الشام الي ليبيا لتوطين الإرهاب علي حدودنا ؟
و قتلهم ٢١ مصرياً قبطياً في ليبيا كرسالة لتوطين الرهبة في نفوسنا،
ولكن الرهبة سكنت قلوبهم بعد قيامنا بالثأر منهم والردع العسكري لهم وتأمين حدودنا الغربية بشكل منعهم من تكرار مثل تلك العمليات الإرهابية ضد أبناء الشعب المصري،
-وهل كانت مصادفة أيضاً تحويل حدودنا الجنوبية من مستقرة هادئة الي مضطربة ملتهبة بعد إثارة مشاكل تاريخية حدودية حول حلايب وشلاتين ؟
وبحمد الله تم احتوائها سياسياً ،
-وهل كانت مصادفة محاولة الحوثيين السيطرة علي الملاحة بالبحر الأحمر والتحكم في مرور السفن من باب المندب وبالتالي قناة السويس أحد أهم مواردنا لولا امتلاكنا القوة العسكرية البحرية الرادعة بالبحر الأحمر والتي تم تسليحها أيضاً بحاملة طائرات وغواصات وقطع بحرية عسكرية قوية.
-إنها نماذج للعقبات والتحديات التي اجتزناها وطن ومواطنين لتأمين أوضاعنا داخلياً وحدودياً و بإذن الله سنجتاز أيضاً الأزمة الاقتصادية التابعة من الخروج الجماعي لأموال الاستثمارات الأجنبية من مصر الذي تم في توقيت واحد بشكل مفاجئ في بداية ٢٠٢٢ والذي يفرض علينا التساؤل ،
هل هي أيضاً مصادفة؟
والله الموفق والمستعان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى