علماء يكشفون مفاجآت حول أساطير تتعلق بـ الأهرامات !
ومن هذه المعلومات المغلوطة المتداولة والمثيرة للجدل، هي تناسب طول الهرم الأكبر مع المسافة من الأرض للشمس؛ حيث يبلغ ارتفاع الهرم 149,4 متراً، وهو ما يتناسب مع المسافة من الأرض للشمس البالغة 149,4 مليون كيلومتر كذلك.
اللحوم لا تفسد داخل الهرم وشفرات الأمواس تصبح حادّة أكثر
ومن الادعاءات الرائجة أيضاً، أن الأطعمة لا تفسد فيه إذا وضعت لفترات طويلة، وأن النبات ينمو أسرع، وعدد الحجارة المستخدمة في بناء الهرم الأكبر هو مليونان و600 ألف حجر.
ويوجد في مصر أكثر من 100 هرم قديم، ويعتبر هرم سقارة المدرج أشهرها، الذي بني في عهد الفرعون “زوسر” في الفترة ما بين 2611 و2630 قبل الميلاد، وهو هرم ذو جوانب ناعمة.
مما دفع وكالة “فرانس برس” من خلال خدمة تقصي الأخبار العربية، إلى تفنيد هذه المعلومات الخاطئة، واعتبارها مجرد خرافات بحسب خبراء استطلعت آراءهم.
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع الهرم الأكبر يبلغ 146,5 متراً، وليس 149,4 مثلما ادّعت المنشورات التي حاولت جعله متناسباً مع متوسّط المسافة بين الأرض والشمس، بحسب خبير الآثار المصريّة والمستشار الإعلامي في مكتبة الإسكندريّة علي أبو دشيش.
ووصف “أبو دشيش” ادّعاءات المنشور بأن اللحوم لا تفسد داخل الهرم وبأن شفرات الأمواس تصبح حادّة أكثر، وبأن النبات ينمو فيها أسرع؛ بأنها “خرافات منتشرة منذ سنوات عديدة ولا صحّة لها”.
خرافات ليس لها أساس
ونقل الموقع عن خبير الآثار حسن عبد البصير الذي يشغل منصب مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندريّة، أن السبب في ظهور منشورات مضلّلة باستمرار عن الأهرام يعود إلى “عظمة البناء ودقّته الهندسيّة والفلكيّة”، وأكد أن هذه المنشورات المتداولة خرافات ليس لها أساس”.
وكانت قد شاعت في السنوات الماضية إشاعات حول طريقة بناء الأهرامات نظراً لهندستها المحيرة وضخامة حجمها، بما في ذلك أن يكون المستعبدون من اليهود أو الفضائيون هم من بنوْها، إلا أنه لا يوجد أي دليل ملموس يدعم صحة هذه الفرضيات أو يدحضها.
ويقول علماء المصريات، بحسب تقرير سابق لموقع “الجزيرة نت“، إن كل الأدلة تشير في الواقع إلى أن المصريين القدماء هم من بنوا الأهرامات. ولا تزال طريقة حياة بناة الأهرامات مثارَ جدل بين الباحثين.
مما دفع الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، وعالم المصريات المتخصص في الأهرامات، إلى إصدار بيان صحافي يدحض فيه ما وصفه بـ«الخرافات المثيرة للسخرية حول بناء الأهرامات”.
وقال “حواس” في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام المصرية في يونيو 2020، إن «تعليق الصحف الإنجليزية على إلقاء تمثال تاجر الرقيق في النهر، وربطه بالأهرامات، والادعاء أنها بنيت بالسخرة هو أمر مثير للسخرية؛ لأن الأهرامات لم تُبْنَ بالسخرة»، مدللاً على ذلك بـ«مقابر العمال بناة الأهرامات، والتي عُثر عليها تحت سفح الأهرامات”.
وتبدو فكرة بناء الآثار المصريّة على يَدَي عبيد -مثل مأساة العبيد العبريين التي رواها الكتاب المقدّس في سفر الخروج- رائجةً في العالم القديم.
وأضاف حواس، أنه “لو كانت الأهرامات بنيت بالسخرة، لما بنيت مقابر للعمال بجوارها، إضافة إلى أن هذه المقابر تؤكد أن الأهرامات بنيت على يد عمال من عائلات كبيرة في الصعيد والدلتا، وأن هذه العائلات كانت تدفع أجور العمال”.
اكتشاف الكتاب المقدس
وبدوره، نفى عالما الآثار إسرائيل فينكلشتاين ونيل آشر سيلبرمان في كتابهما بعنوان: “اكتشاف الكتاب المقدس.. رؤية جديدة لعلم الآثار لإسرائيل القديمة وأصل نصوصها المقدسة”، الذي نشر عام 2001، وجود أيّ أثر لليهود القدماء في الآثار المصرية بقولهما: “ليس لدينا أي دليل، ولا حتى كلمة واحدة، عن بني إسرائيل الأوائل في مصر: لا في النقوش الضخمة على جدران المعابد، ولا في نقوش القبور، ولا في البرديات”.
مجمع أهرامات الجيزة
ومجمع أهرامات الجيزة ويُطلق عليه أيضًا اسم مقبرة الجيزة هو موقع أثري على هضبة الجيزة في القاهرة الكبرى في مصر، يضم المجمع كلّاً من الهرم الأكبر وهرم خفرع وهرم منقرع جنبًا إلى جنب مع المجمعات الهرمية المرتبطة بها وتمثال أبو الهول.
وبنيت هذه الأهرامات جميعها في عهد الأسرة الرابعة للمملكة القديمة في مصر القديمة بين عامي 2600 و2500 قبل الميلاد. كما يضمّ الموقع عدة مقابر وبقايا قرية عمالية.
وظهرت في السنوات الأخيرة منشورات مضلّلة كثيرة تناولت الآثار المصريّة، وأصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة “فرانس برس” تقارير تفنّد عدداً منها.