الأكل العاطفي وعلاقته بسمنة الأطفال
بقلم – الدكتورة ايمان ابراهيم
يقوم الوالدان لاسيما الأمهات بإكساب أطفالهن بعض السلوكيات الغذائية الضارة من خلال قيامهن ببعض الممارسات السلبية التي اعتدن عليها كوسيلة من الوسائل التربوية الخاطئة ومنها الأكل العاطفي والذى ربما يؤدى إلىالإصابة بالسمنةعند بعض الأطفال.
ما هو الأكل العاطفي:
هو “استخدام الطعام أو الحلوى لتهدئة الطفل أو مكافئته أو تحفيزه على إنجاز بعض الأعمال”
كأن نقوم بمكافئة الطفل بالشكولاتةلحثه على فعل شيء ما ، أو لإنجازه الفعلي لهذا الشيء الذى طُلب منه مثل القيام بعمل الواجبات المدرسية أو حثه على القيام بها في الوقت المحدد له، واحيانًا نستخدم الطعام لتهدئة الطفل عندما ينتابه بعض مشاعر الغضب ويعبر عن ذلك بالصراخ مثلًا وعندها ربما نقوم بتهدئته ببعض ثمار الفاكهة أو الحلوى أو نقدم له الطعام المفضل له كالأرز باللبن مثلًا، وهنا نوجد للطفل علاقة بين تناولهلتلك لأطعمه التي نقدمها له وبين تهدئته من شحنات الغضب والتوتر التي تنتابه وكذلك التي نقدمها له كحافز أو مكافئة للتشجيع على انجاز ما بطلب منه.
وعندها يتضح أننا استخدمنا الطعام للتعبير عن مشاعرنا الإيجابيةوالسلبية تجاه أطفالنا على ما قاموا به من سلوكيات إيجابيةلتدعيمها أو سلبيةللتغلب عليها،وبهذا يصبح الطعام وسيلة لتحفيز وتهدئة الأطفال ومكافئتهم بدلًا من كونه وسيلة لسد الجوع.
نصائح لحماية طفلك من الإصابة باضطراب الأكل العاطفي:
نحتاج إلى جهد وبدائل تساعدنا على التخلي عن تلك الممارسات الخاطئةالتي ربما تؤدى إلى إصابة بعض الأطفال باضطراب الأكل العاطفي،والحقيقة أنه لا يمكن تغييرها بسهولة ولكن علينا أن ندرك مدى أهمية تغيير تلك الممارسات السلبية لخطورتها المستقبلية على صحة ابنائنا لأن اضطراب الأكل العاطفي ربما يسبب الإصابة بالبدانة وزيادة الوزن لدى بعض الأطفال أو إصابتهم ببعض الأمراض المختلفة مثل السكر وغيرها من الأمراض ومن هذه النصائح:
– أن تكون هناك بدائل لمكافئة الطفل وتحفيزه مثل الخروج للنزهة أو زيارة بعض الأقارب أو الجلوس سويًا لقراءة بعض القصص وغيرها من البدائل،وهنا ننمى صلة الرحم عند الأطفال، وكذلك حب القراءة بدلاً من استخدام بعض أنواع الطعام والحلوى المختلفة، فنحن هنا نرسخ لدى الطفل بعض السلوكيات التي تجعلنا نحافظ على قيم مجتمعنا بشكل غير مباشر ونبتعد عن بعض الممارسات الضارة.
– استخدام بعض البدائل لتهدئة الطفل بدلاً من الطعام والحلوى المختلفة كأن نقوم بحمل الطفل والغناء له مع احتضانه و”هزه”أو نقف به في شرفة المنزل للفت نظره لشيء ما كأن نقول له انظر إلى العصفور وعندها ربما يهدأ الطفل ويكتسب بعض المفردات اللغوية الجديدة.
– الحرص على تناول الطفل للطعام عند شعوره بالجوع وليس لمجرد رغبة الأم أو الطفل في ذلك.
– عند شعورك بأن كميات الطعام التي يتناولها طفلك كبيرة عليكِ بتقليل هذه الكميات واستخدام أنواع الطعام المفيدة والتي لا تساعد على زيادة الوزن مثل الجزر والخيار وغيرها وذلك إلى جانب تناول الطفل لوجبته الأساسية وعند الفشل في تحقيق ذلك يجب الاستعانة بأخصائي التغذية.
– عدم إجبار طفلك على تناول طعام لا يرغب في تناوله ومحاولة إيجاد طرق وبدائل لطهي هذا الطعاموتقديمه بشكل مختلف ومحبب له.
طرق للتغلب على رفض طفلك لبعض أنواع الطعام ومنها:
• اشركِ طفلك في اختيار نوع الطعام قبل اعداده.
• اجعلِ طفلك يشاركك في اعداد الطعام وطهيه تحت رقابتك.
• اجعلِ طعامك الصحي يتناوله جميع افراد الأسرة ولا تخصصي هذا الطعام لطفلك فقط لأن الأطفال عادة ما يرغبون في التقليد، ولكى لا يشعر الطفل بأن هذا الطعام مفروض عليه.
• احرصِ أن يشاهد طفلك بعض البرامج أو الفيديوهات الخاصة بالطهى والتي يشارك فيها الأطفال ويتحدثون عن بعض أنواع الطعام الصحي الذى يرغبون في اعداده أو تناوله، لأن الأطفال عادة ما يكرهون أسلوب النصح والإرشاد بشكل عام ويستجيبون للمعلومة التي يقدمها الأطفال في نفس سنهم.
• عدم استخدام النكهات والألوان الصناعية التي تضر بالصحة والتي تساعد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن على تناول كميات كبيره من الطعام.
• عدم وصف بعض الأطعمة بالطعام الجيد مثل الخضراوات أو الطعام السيء مثل الحلويات حتى لا يحدث بعض التشتت عند الطفل عندما نقدم له بعض الحلوى كالشكولاتة.
• اصطحبِ طفلك لشراء الفاكهة والخضراوات واجعليه يختار ما يرغب في تناوله بنفسه.
وفى النهايةكونى قدوة لأسرتك وطفلك واهتمِ بصحتك جيدًا واجعليهم يشاهدون ذلك بشكل فعلى من خلال تناولك للطعام الصحيمثل الخضراوات والفواكه التي تجعلك دائمًا ذات إطلالةٍ جذابة ومختلفة وابتعدِ عن تناولالأطعمة غير الصحية كالمنبهات والمياه الغازية واجعلِ طفلك يشاهد ذلك بنفسه ستجديه يقلدك بشكل كبير ويتعود على مثل هذه السلوكيات ولو بشكل نسبى ولا تكونِ كمن يقال عنهم ” وغير تقىٍ يأمر الناس بالتقى طبيب يداوى والطبيب مريض” لأن الطفل يقارن بين ما يفعله الآباء وما يطلب منهم، دمتن مشرقات ودام عطائكن لأسركن وحفظكم الله جميعًا من كل مكروه وسوء.
