د. ايمان ابراهيم تكتب: إسعد نفسك بنفسك
تداهمنا الحياة بمتطلباتها اليومية ونركض من أجل تحقيق تلك المطالب، فيسرقنا الخيال لنبحث عن السعادة بين طيات انجازاتنا، فنحن جميعًا نهروللنبحث عنهاآملين أن تصادفنا يومًا
ما رُغم اختلاف الموطن، العرق والمعتقد، ولكن علينا أن ندرك أثناء البحث أن هناك فرق بين ما نحتاج اليه وما يسعدنا.
فما نحتاج اليه قد نستطيع تحقيقه وعندها ربما لا نشعر بالسعادة ، ومثال ذلك قد يحتاج البعض إلى فرصة عمل أفضل من العمل الحالي فمنهم من يشعر بالسعادة عند تحقيق ذلك والبعض الآخر لا يشعر بها فربمايجدها فيشيء بسيط كخلوة مع النفس بين الزهور والأشجارمثلاً.
فالشعور بالسعادة يرتبط بمدى رضاك عن نفسك وحبك لها ودعمها من خلال معالجة مواطن الضعف في شخصيتك وتدعيم مواطن القوة، لكى تكن قادرًا على تحقيق ما تصبو اليه من أشياء مهما كانت بسيطة بالنسبة للآخرين فهي بالنسبة لك إنجاز يستحق التقدير لأنك أنت من تشعر بالسعادة عند تحقيقه فلا تجعل مَن حولك يحبطونك ويفسدون سعادتك بتسفيه ما قمت بإنجازه.
مفهوم السعادة:
الحقيقة أنه لا يوجد تعريف أو مفهوم محدد ومتفق عليه للسعادة، ورغم اختلاف مفهومها من شخص إلى آخر ومن بلد إلى آخر إلا أنها تسفر عن ذلك الشعور الذى يمنحنا البهجة والسرورومن ثَمَّ ينعكس ذلك على حالتنا المزاجية فننظر للحياة بشكل إيجابيلنكون سفراء للطاقة الإيجابية التي منحناها لأنفسنا ولمن حولنا.
وهنا يمكن أن نُعرف السعادة بأنها عبارة عن “الشعور بالرضا عن النفس والانبساط، المرح، الطمأنينة وراحة البال”.
ولكن السعادة شيء نسبى تختلف من شخص لآخر وأسبابها تختلف من شخص لآخر فالبعض يظن أن السعادة في الحصول على شهادة من دولة أجنبية، والبعض الآخريجدها في المال.. لأنهم يعتقدون أن الأثرياء أكثر سعادة من غيرهم والحقيقة ربما تكون غير ذلك تمامًا لأنه ليس كل ثرى أو حاصل على شهادة من دولة أجنبية سعيدًا فربما يعانى كل منهما من شيء ما يعكر صفوه لا تعلمه أنت ولا غيرك فلا تغرنك الصور والنهايات فهناك أشياء في الكواليس لا نراها ولو رأيناها لحمدنا الله على مانحن عليه الآن فلا تغتر.
أنواع السعادة:
يحدد الطب النفسي خمسة أنواع من السعادة وهى:
- سعادة تحقيق الأهداف
إن تحقيق الهدف الذى تصبو اليه أمر هام للغاية لأنه يجعلك تشعر بالحافز وتقدير الذات الذى يبعث في نفسك الشعور بالسعادة فهو من الأشياء الإيجابية التي تدعم الثقة بالنفس.
- السعادة في العلاقات الاجتماعية:
على أن تكون هذه العلاقات علاقات صحية وسوية تنحصر في أشخاص يحبونك ويدعمونك بشكل إيجابي غير محبطين تستطيع معهم قضاء أوقات ممتعة تجعلك تشعر بالسعادة معهم.
- أشياء يومية تشعرك بالسعادة وتسمى “الملذات اليومية”
كأن تقوم بمداعبة طفلك وهو ينظر اليك مبتسمًا وسعيدًا باللعب معك أو ممارسة الرياضة التي تحبها .. فكل ذلك يمكن أن يمنحك الشعور بالسعادة
- السعادة في القيام بعمل تحبه:
بالطبع قد تشعر بالسعادة عندما تجد نفسك منغمسًا في عمل شيء تحبه لدرجة أنك لا تشعر بمضي الوقت كأن تقوم بكتابة خواطرك اليومية أو أن تقوم بكتابة بعض أبيات الشعر إذا كنت محبًا لذلك…
- السعادةفي أن تجد لحياتك معنى:
كثير من الناس يشعرون بالضياع والتيه لأنهم يعتقدون أن حياتهم لا معنى لها فيجب عليك أن تقاوم هذا الشعور لأن هناك مهامًا كثيرة في حياتك عليك أن تسعى لإنجازها حتى يتسنى لك الشعور بالسعادة.
كيف تسعد نفسك بنفسك:
هناك العديد من الطرق التي تمنحك ومن حولك الشعور بالسعادة ومنها:
- ابتعد عن الأشخاص السلبيين فهم يصيبونك بطاقة سلبية على عكس الأشخاص الإيجابين فهم يصيبونك بطاقة إيجابية تجعلك تشعر بالسعادة فالسعادة كالمرض المعدي تصيب من حولها.
- ثق بنسك وقدرها حتى يقدرك الآخرين وعندها ستشعر بالسعادة.
- تعلم أن تحب نفسك وتقول لا لكل ما يؤذيها ويعكر صفوها ويجعلك تشعر بالضجر والحزن.
- لا تقارن نفسك بغيرك فكل إنسان لديه قدرات وامكانياتتختلف عن الآخر وثق بأن هناك أشياء لديك يتمناها الآخرين.
- لا تحاول استدعاء الذكريات الحزينة والمؤلمة بل على العكس استدعى الذكريات السارة والمفرحة التي تجعلك سعيدًا.
- حافظ على صحتك وانفق عليها بدلاً من الإنفاق على المرض فالفرق كبير.
- مارس بعض الهوايات التي تحبها.
- انتقى العلاقات الجيدة وابتعد عن العلاقاتالمسمومة والمؤذية.
- التفكير الإيجابيحاول أن تكون إيجابيًا سواء في مواجهة بعض العقبات التي تواجهك وذلك من خلال التفكير في الحل بدلًا من سب ولعن من تسبب في احداث المشكلة كأن تقوم بإزالة الحجر من الطريق بدلًا من سَب ولعن من وضعه وأن تكون إيجابيًا بحسن الظن في الآخرين فهذا يجعل علاقتك بالآخرين إيجابية وعندها ستشعر بالسعادة في القرب منهم والتعامل معهم.
وفى النهاية وقبل البحت عن السعادة عليك أن تسأل نفسك ما الذى يسعدني؟ وعند الإجابة على هذا التساؤل سوف يمكنك أن تشعر بالسعادة متى شئت وكيفما شئت فسعادتك بين يديك ولكن ربما لم تراها فابحث عنها فربما تكمن في الأشياء البسيطة وعندها ندرك جميعًا أن سعادتنا شيء اختياري بمحض إرادتنا.
لا تجعل سعادتك بيد غيرك وارضى بما قسمه الله لك واسعد نفسك بنفسك.