محمد عبد الرحيم يكتب: «وختامها مسك»
٢٩ يوماً من البهجة والفرحة والإبداع و الإنبهار والمتعة الكروية و كرم الضيافة وحسن التنظيم والإستقبال لأهم مناسبة وتجمع كروي حول العالم إلا وهو مونديال كأس العالم والذي أقيم بالإمارة العربية الاسلامية دولة قطر الشقيقة كأول نسخة لكأس العالم تقام في الوطن العربي .
فكل الرياضيين والنقاد والمحللين المحايدين حول العالم أشادوا وأثنوا ،لما قامت به قطر من إستعدادات فاقت الخيال من تشييد أفخم الإستادات والفنادق والكباري والطرق والمواصلات المجهزة على أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا الحديثة ، و بالإضافة أيضاً لحفل الإفتتاح والختام ومشاركة العديد من الفنانين العرب والأجانب فيه، وإعتبر الكثيرون والمتابعون أن نسخة قطر ٢٠٢٢ لكأس العالم هى الأجمل والأروع والأمتع منذ نشأة منافسات كأس العالم عام ١٩٣٠ ، حيث ظهر الإنبهار والروعة في حفلي الإفتتاح والختام من خلال الاستعانة بالذكاء الإصطناعي والتكنولوجيا الحديثة ، ومن الصعوبة بمكان تكرار ذلك في النسخ القادمة .
ولقد تميزت نسخة قطر ٢٠٢٢ بأشياء لم توجد في النسخ السابقة فعلى سبيل المثال: منع تناول المشروبات الكحولية والروحية سواء داخل الاستادات أو حولها، ومنع اي دعاية للشواذ خلال تلك المباريات سواء من خلال اللاعبين أو الجماهير ،وتطبيق القانون على من يخالف تلك التعليمات .
ومن الأشياء الجميلة والتي لم تحدث من قبل وجود حقيبة مجانية على كل مقعد في مباراة الافتتاح بها تميمة كأس العالم وعطر من الأنواع الفاخرة وهدايا تذكارية أخرى وكذلك قيام البنات والأولاد والشباب القطريين في الشوارع بتقديم التمور والقهوة العربية والشيكولاته للجماهير على اختلاف ميولها انعكاسا للتقاليد والكرم والحفاوة العربية الأصيلة .
ومن الظواهر الإيجابية التى تجلت في هذا المونديال شعور المشجعين والجماهير التى زحفت لقطر للإستمتاع بهذا الحدث العالمي ،بالأمن والأمان خاصة النساء عكس النسخ السابقة التي كانت لا تخلو من الشغب أحياناً والتحرش أحياناً أخرى .
ومن الظواهر الرائعة أيضا وصول منتخب المغرب للمربع الذهبي كأول منتخب عربي أفريقي يصل لهذا الدور ولولا بعض الأخطاء التحكيمية لكان المغاربة في النهائي ضد المنتخب الأرجنتيني الملقب ” بمنتخب التانجو “،والظاهرة الملفتة للأنظار هي إحتفال لاعبي المغرب بعد كل فوز مع أمهاتهم وأسرهم سواء في المدرجات أو الملاعب ، وإعطاء صورة مضيئة للعالم عن بر المسلمين بالوالدين والإعتراف بفضلهما .
وكانت نسخة قطر ٢٠٢٢ فأل حسن لنجم منتخب التانجو الداهية والمرعب “ليونيل ميسي “، حيث إستطاع أخيراً إنتزاع كأس العالم وهو في سن الـ ٣٥ من عمره، وذلك لأول مرة في تاريخه ،وحصوله أيضاً على جائزة أحسن لاعب بالبطولة.
وكان النهائي بين منتخب فرنسا الملقب بالديوك ومنتخب التانجو من أجمل وأمتع النهائيات بشهادة “إيفانتينو ” رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا ” والكثيرين من الرياضيين والجماهير العاشقة للساحرة المستديرة .
حيث تميز هذا النهائي بالمتعة والإثارة ولأخر لحظة بالمباراة، لا تستطيع التكهن بمن سيفوز بالمباراة والكأس الغالية ،ووصلت المباراة للوقت الإضافي والإحتكام في النهاية لضربات الجزاء الترجيحية ،وكان الفوز من نصيب ميسي« الفائز بالكرة الذهبية لسبع مرات» ورفاقه في منتخب التانجو .
وكذلك من الأمور التي لفتت الأنظار في هذا المونديال النهاية الحزينة والمؤسفة والدراماتيكية لأعظم لاعبي العالم في الألفية الثالثة ونجم البرتغال” كريستيانو رونالدو ” ،الذي خرج منتخبه من دور الثمانية على يد “ليوث الأطلسي “المنتخب المغربي خالي الوفاض ،وعلى الرغم من فوزه بالكرة الذهبية لخمس مرات، إلا إنه ،كان يمني نفسه بالفوز بأول لقب لكأس العالم قبل اعتزاله الذ ي أصبح وشيكا خلال الفترة القادمة .
ومن الأمور التي لفتت الأنظار أيضاً إهداء أمير قطر لميسي العباءة أو البشت الذي يعد الزى القطري العربي المميز وذلك عند تسليمه لكأس العالم ، وكذلك لأول مرة تجهز الدولة المستضيفة حافلة مكشوفة للفريق الفائز ، لكي يطوفوا الشوارع القطرية إبتهاجاً ومشاركة الجماهير بهذا التتويج الأغلى في العالم .
وكما إنتهزت قطر هذه المناسبة العالمية ونشر لافتات في جميع أرجاء قطر لتعريف الضيوف بمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي السمحة والتي تدعو للخير والمحبة والتعاون بين البشرية جمعاء ، فتح لغة حوار بناء بين العالم الغربي والعالم الإسلامي .