كلنا مثاليون عبر الفيس بوك ! .. بقلم: عبد الرشيد راشد
من الطريف أن كل الناس على الفيس بوك يتمتعون بإلإيمان اللافت، والتدين الواضح، والسماحة النادرة، والطيبة الساطعة، فضلا عن رقة القلب والإحساس العالي لدرجة أنه إذا شكت أنثى من صداع أو أرق أو قالت ” آه ” فقط تجد المئات وربما الآلاف من رواد العالم السحري “الفيس بوك” يتسابقون في التضرع إلى الله، وكتابة الدعوات والأمنيات وتقديم النصائح والتوجيهات لدرجة تشعر معها أننا مجتمعا ملائكيا لا يعرف غير المثل والفضائل، وهذا في حد ذاته رائعا وجميلا جدا ولو طبقنا عشره في الواقع لحلت جميع مشاكلنا.
ولكن الأروع منه أن نواسي من هم في بيوتنا أولا ونبحث عن حلول لمعاناتهم ومشاكلهم وأوجاعهم قبل أن نتبارى في تخفيف أوجاع الآخرين، فليس من اللائق أبدا أن تتعطش زوجتك لكلمة حلوة فلا تجدها، بينما أنت توزع أرق العبارات وأطيبها على صديقاتك في الفيس، أو تكون زوجتك مثلا مريضة وتتركها وحيدة بحجة مرضها دون مواساة و تجعل مرضها حجة لتبحث عن بديل لها عبر الشبكة العنكبوتية وتبرر ذلك لنفسك دون حياء أو ضمير أو خجل.
والخلاصة يا حضرات ينبغي أن نهتم بأهلنا ونكفيهم عاطفيا وجنسيا وحياتيا قبل أن نفعل ذلك مع الآخرين حتى لا نصبح مجتمعا معدوم الهوية، منزوع الضمير، مشلول الإرادة.
ولابد من أن تكون هناك وقفة مع النفس لترتيب الأولويات وتصحيح المسارات قبل أن تقضي هذه السلوكيات المعوجة على الأخضر واليابس في بيوتنا، وحفظ الله الجميع والسلام عليكم.