بين أشواك الغربة وأوجاع الوطن !.. بقلم: عبد الرشيد راشد (1/5)
بعد رحلة تخللها الكثير من المتاعب والصعاب أسريا واجتماعيا ووظيفيا كان يفكر بجدية في العودة لوطنه وبخاصة بعد أن انقلب العالم رأسا على عقب بسبب “كورونا” وكان يعتب على أصدقائه ويغضب منهم كلما أراد أحدهم أن يذكره بأن الغربة رغم قسوتها أفضل كثيرا من وطن يفتقد للحياة الآدمية، ولا مكان فيه إلا لأصحاب الملايين ومن يغيرون أفكارهم ووجوههم وضمائرهم وجلودهم، كما يغير المرء ملابسه.
وكان دائم التفاؤل ولديه قناعة عجيبة أن الظروف قد تغيرت وثروات وطنه متاحة لأصحاب المشاريع الحقيقية والأحلام الواقعية ولكل من لديه الرغبة والإصرار على تحقيق الذات، وينتهي الحوار كل مرة بتمسك كل طرف برأيه.
وتدور الأيام دورتها ويتغير المناخ العام وتضيق الحياة على المقيمين من كافة النواحي، ورغم علاقاته الجيدة ببعض الشخصيات السيادية والوزارية ومعرفته ببعض شيوخ الأسرة الحاكمة ممن يتولون مقاليد وسدة الحكم في هذه البلاد لكنه لم يفكر في اللجوء لأحدهم لتوفير حياة أفضل له، واتخذ قرار العودة لبلده دون تردد ودون أن يخبر أحدا من أصدقائه أو المقربين بعد أن رأى في ذهابه لوطنه . . . يتبع.