رجب الشرنوبي.. يكتب: بالهيروغليفي العالم يتحدث من شرم الشيخ!!
تأتي قمة شرم الشيخ القادمة للتغيرات المناخية Cop 27 وسط أحداث عالمية تنذر بكوارث مستقبلية، سخونة الأحداث في أوكرانيا والتوتر في جزيرة تايوان وتصاعد الأحداث بين الكوريتين، كلها أحداث تزيد جدول الأعمال الخاص بالقمة زخماً وتعطيها أهمية خاصة.
■ ■ ■ ■
عدد كبير من زعماء وقادة وملوك ورؤساء حكومات ووزراء، كذلك ممثلين عن المنظمات الدولية وكيانات إقتصادية كبري متنوعة، صناعية وزراعية، وكذلك تجارية بيئية ومسئولين عن الطاقة، علماء ومستثمرين وشخصيات عامة وسط حضور كبير محلي ودولي، علي أرض شرم الشيخ وفي ضيافة الشعب المصري وقائد مسيرته الحديثة.
■ ■ ■ ■
علي مدار أثنا عشر يوماً كاملة من السادس حتي الثامن عشر من نوفمبر، تتناقل مئات الصحف والمحطات العالمية، عبر نشراتها وتقايرها الإخبارية علي مدار الساعة، إسم مصر والحضارة المصرية القديمة وما توليه من إهتمام بهذا التحدي العالمي، مع سردها كل مايدور من أحداث داخل القمة وما يحيط بها من كواليس.
■ ■ ■ ■
مستجدات الأحداث الحالية علي المسرح العالمي بالتأكيد ستعطي أبعاد إضافية للقمة، تميزها عن نظيرتها الأخيرة في جلاسكو الإسكتلندية، الأراضي الأوكرانية التي ضمها بوتين والتوتر القائم بين الصين والولايات المتحدة، الضعف الذي تعاني منه إدارة بايدن في رؤيتها حول كثير من القضايا الدولية، خسائر متنوعة سياسية وإقتصادية بدأت تتراكم وتهدد حياة الشعوب في القارة العجوز، من شأنها زعزعة إستقرار وعروش كثير من أنظمة وحكومات القوي الغربية.
■ ■ ■ ■
في ظل تغيير مواقف كثير من الدول المعروف إنتمائها للولايات المتحدة، الهند وجنوب أفريقيا وباكستان مجرد أمثلة، إضافة لدول هي في الأصل حليفة للمعسكر الروسي، الرؤي العربية حول كل ما يجري في فلسطين والمدن العربية، الطاقة والموقف الخليجي وبعض الدول العربية الغنية بها، قطعاً كلها مؤثرات لايمكن أن تتجاهلها الإدارة الأمريكية أو تغيب عن أعينها.
■ ■ ■ ■
قمة شرم الشيخ التي يترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي معنية بالأساس بإرادة دولية وموقف فاعل، في وجه تغيرات مناخية تُهدد الحياة الإنسانية علي كوكب الأرض، لكنها أيضاً لن تسطيع الهروب من كل ما يجتاح المجتمع الدولي من أعاصير، قد تلقي بالعالم أجمع في غياهب الجُب يواجه مصيره المجهول.
■ ■ ■ ■
إنعقاد القمة المُرتقبة في موعدها يُفصح عن عدة إشارات يجب التوقف عندها وقراءتها بعمق:
أول هذه الإشارات يكمن في وجود هذا العدد الصخم من قادة العالم وضيوفها الكبار في مصر مع هذه الظروف الصعبة، هو إعتراف رسمي من كل العالم بأن مصر عادت كما كانت دائما واحة الأمن والأمان، كما يعني ذلك بالتأكيد أن كل التضحيات التي تحملها أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية، لم تذهب سُدي بل أعادت إلي المصريين قبل الضيوف أمنهم وأمانهم في أرواحهم وممتلكاتهم.
■ ■ ■
قناعة صُناع السياسة والإقتصاد والبيئة بالرؤي المصرية في هذا الشأن، إشارة لايمكن إغفالها بل يجب التوقف عندها ودعمها فهي مؤشر عملي علي تحقيق مصر مكاسب جديدة، يوماً بعد يوم علي مسرح التحركات والتشابكات الدولية.
■ ■ ■
وجود كثير من المؤتمرات وورش العمل الفرعية المتنوعة علي مدار أيام القمة، توفر أجواء مناسبة للكيانات والشركات الإستثمارية العالمية، للتعرف علي الفرص الإستثمارية المتنوعة داخل قطاعات الإقتصاد المصري المختلفة.
■ ■ ■
خصوصاً بعد طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية الأساسية والمتخصصة، التي تحتاجها هذه الإستثمارات الضخمة، كما توفر فرص متاحة أمام رجال الأعمال المصريين، للإلتقاء والتعاون مع نظرائهم من بلدان أخري كثيرة، يؤكد كذلك بأن الدولة تسير في إستراتيجيتها العامة التنموية 2030، بكل تصميم وإرادة وفق دراسات موضوعة لتحقيق طموحاتها المستقبلية.
■ ■ ■
قطاع السياحة أحد أهم أوجه الإنشطة الإقتصادية وواحد من أهم مصادر الدخل القومي، كما يُعد مصدر هام من مصادر العملات الصعبة التي تدخل خزانة الدولة، يعمل بهذا القطاع ما يقترب من خمسة ملايين من العمالة الوطنية المتنوعة.
■ ■ ■ ■
أعتقد بأن ماتم إعداده من خُطة مسبقة للإستفادة من القمة في هذا الإتجاه، بالتنسيق مع عشرات البعثات الإعلامية العالمية بعمل دعاية مناسبة، نأمل أن يعود بالإيجاب علي تنشيط حركة السياحة إلي مصر، حتي ينعكس المردود بشكل أو بآخر علي أسر هذه العمالة، التي مرت بظروف صعبة في العامين الماضيين، ولعل ماتشهدة محطات وحركة وسائل النقل المختلفة من زخم، نحو معالم مصر السياحية هذه الأيام مؤشر يبشر بالخير في هذا الإتجاه.
■ ■ ■ ■
مكاسب كثيرة تجنيها مصر من كل هذه القمم العالمية التي تحتضنها من وقت لآخر، تحركات مدروسة وإتساع ملحوظ في رقعة التحركات الخارجية، ثبات في المواقف الوطنية تجاه القضايا الإقليمية والدولية، سيكون له أكبر الآثر في دعم كل الملفات الداخلية في السنوات القليلة القادمة.