أزمة الطاقة العالمية.. “أرامكو” السعودية تندد بخطط مثل “قصور الرمال”
انتقد رئيس شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، الثلاثاء، الخطط العالمية لتحوّل الطاقة التي وصفها بأنها “غير واقعية”، داعيا للتوصل إلى “توافق عالمي جديد” بما في ذلك استثمارات كبيرة في الوقود الأحفوري لمواجهة النقص الكبير في الإمدادات.
وأعرب رئيس أرامكو، كبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، في كلمته أمام مؤتمر في سويسرا عن أسفه إزاء “سوء الفهم العميق” الذي تسبب في أزمة الطاقة الحالية، وقال إنّ “عامل الخوف” يعيق مشروعات النفط والغاز “المهمين” على المدى الطويل.
وقال بالإنكليزية “عندما يتم توجيه اللوم إلى مستثمري النفط والغاز وتوضع الصعوبات أمامهم، ويتم تفكيك محطات الكهرباء التي تعمل بالنفط والفحم، وعندما تفشل في تنويع إمدادات الطاقة (خاصة الغاز)، وتعارض إنشاء محطات تسليم الغاز الطبيعي المسال، وترفض الطاقة النووية، فمن الضروري التأكد أن خطتك للتحوّل تقوم على أسس صحيحة”.
وأضاف رئيس أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم “ولكن ما حدث كما أظهرت هذه الأزمة، كانت خطة التحول مجرد سلسلة من قصور الرمال التي جرفتها موجات الواقع”.
وتابع: “الآن هناك المليارات من الناس حول العالم يواجهون تحديات الوصول إلى إمدادات طاقة موثوقة وبأسعار معقولة، وفي الوقت نفسه يواجهون ارتفاعًا في تكلفة المعيشة. وهذه الظروف ستكون على الأرجح شديدة وطويلة الأمد”.
والشهر الماضي، أعلنت الشركة العملاقة المملوكة للدولة بشكل رئيسي عن أرباح صافية قياسية قدرها 48,4 مليار دولار في الربع الثاني لعام 2022، بعد ما تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا والارتفاع الكبير في الطلب بعد الجائحة في ارتفاع كبير في أسعار الذهب الأسود.
لكن حتى مع استفادتها من أزمة الطاقة الحالية، لطالما اشتكت الرياض من أن التركيز على تغيّر المناخ على حساب أمن الطاقة سيزيد من التضخم والمشاكل الاقتصادية.
ويواجه المستهلكون، والشركات في أوروبا، فواتير استهلاك مرتفعة مع اقتراب فصل الشتاء، فأسباب الأزمة أعمق من حرب أوكرانيا بحسب الناصر الذي قال إنّ علامات التحذير كانت “تومض باللون الأحمر لما يقرب من عقد من الزمان”. وأوضح أنّ ذلك يشمل تراجع الاستثمارات في مجالي النفط والغاز منذ عام 2014 ونماذج الافتراض الخاطئة لمدى سرعة انتقال العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وقال الناصر إن “خطة تحوّل الطاقة قوضتها سيناريوهات غير واقعية وافتراضات خاطئة لأنه تم التعامل معها خطأً على أنها حقائق”.
ويتضمن “توافق الطاقة العالمي الجديد” الذي اقترحه رئيس شركة أرامكو إدراك صانعي السياسات بأن إمدادات الطاقة التقليدية لا تزال مطلوبة على المدى الطويل، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، وإنتاج “طاقة متجددة وطاقة منخفضة الكربون” تكمل بشكل مطّرد المصادر التقليدية المعروفة.
ورغم ذلك، قال الناصر إنه لا ينبغي أن يكون هناك تغيير في أهداف المناخ العالمي. وتعرضت الرياض لضغوط خارجية مكثفة في الأشهر الأخيرة لزيادة إنتاج النفط، بما في ذلك خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن في يوليو.
حتى الآن، رفضت السعودية الرضوخ أمام هذه الضغوط إلى حد كبير بالتنسيق مع منظمة أوبك بلس التي تقودها مع روسيا.
ووافق هذا الكارتل النفطيّ في وقت سابق من الشهر الجاري على خفض الإنتاج لأول مرة منذ أكثر من عام مع سعيه لرفع الأسعار التي تراجعت بسبب مخاوف من الركود.
وعلى المدى الطويل، تخطط السعودية لزيادة طاقتها الإنتاجية اليومية من النفط بأكثر من مليون برميل لتتجاوز 13 مليونا بحلول عام 2027.
وحاول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، أن يجعل السياسات الصديقة للبيئة محور مشروعه الإصلاحي.
والعام الماضي، قبل أيام من قمة المناخ كوب 26، أعلنت السعودية تعهدها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، لكنّ الإعلان أثار شكوك النشطاء البيئيين.
من جانبها، تعهدت أرامكو بتحقيق الحياد الكربوني في العمليات التشغيلية بحلول عام 2050.