توجه مصري – خليجي لعدم عقد القمة العربية
على الرغم من إعلان الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مارس/ آذار الماضي عن موافقة وزراء الخارجية العرب بالإجماع على عقد القمة، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن توافق مصري خليجي على عدم عقد القمة العربية المقررة في نوفمبر/تشرين أول المقبل في الجزائر.
وقال مصدر دبلوماسي مصري بأن دول الخليج مترددة حول انعقاد القمة في موعدها بسبب التقارب الجزائري مع إيران في الفترة الماضية، على الرغم من التوترات المشتعلة بين طهران وبعض العواصم الخليجية.
وكشف مصدر دبلوماسي مصري آخر بوجود حالة من الجفاء بين مصر والجزائر بعد إصرار الاخيرة على توسيع العلاقات بينها وبين إثيوبيا، وفتح مجالات وآفاق جديدة للحكومة الإثيوبية تتحرك من خلالها، من دون مراعاة للأزمة بين القاهرة وأديس أبابا.
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن الجزائر “وقعت أخيراً مجموعة من الاتفاقيات مع إثيوبيا، اعتبرتها القيادة السياسية المصرية بمثابة عدم مراعاة لأبعاد العلاقات بين البلدين، في وقت كانت مصر بدأت في تجاوز خطوة استبعادها من التحالف الأفريقي الذي أدت الجزائر دوراً بارزاً في تأسيسه، والمعروف بـ(جي 4)، والذي يضم جنوب أفريقيا، وإثيوبيا، والجزائر، ونيجيريا”.
التقارب الجزائري الإثيوبي
واعتبر الدبلوماسي المصري نفسه أن “العلاقات بين مصر والجزائر بدأت تسير بمنعطف جديد نحو الخلاف لأن القاهرة تعتبر أن مسار العلاقات الجزائرية الإثيوبية في الوقت الراهن يعد بمثابة تحالف يتعارض مع المصالح المصرية، وهو أمر مستغرب من جانب مصر”.
وكانت الجزائر قد أعلنت في إبريل/ نيسان الماضي عن توجهها نحو ما يشبه التحالف مع إثيوبيا في ما يتعلق بالخلاف الإقليمي حول الموارد المائية المرتبطة بنهر النيل، بعد التقارب المغربي – المصري الأخير.
واستقبل وزير الموارد المائية الجزائري مصطفى كامل ميهوبي السفير الإثيوبي نيبيات غيتاتشو، لمناقشة “سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في مجال الموارد المائية”.
زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء الإثيوبي للجزائر
وشهد الاثنين الماضي زيارة رسمية مفاجئة لرئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد إلى الجزائر، جاءت في سياق تقارب لافت بين البلدين في الفترة الأخيرة، تحديداً في مسائل التنسيق المتعلقة بالقارة الأفريقية.
وتعتبر هذه الزيارة الثانية لمسؤول إثيوبي رفيع إلى الجزائر في أقل من شهرين، بعد زيارة الرئيسة الإثيوبية، ساهل وورك زودي، الجزائر تلبية لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لحضور احتفالات الذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر، في 5 يوليو/ تموز الماضي، وهي الزيارة التي جرى خلالها التوافق بين الطرفين على فتح خط جوي مباشر بين البلدين.
مصر وقضية الصحراء
وفي نفس السياق، أوضح الدبلوماسي المصري أن من أسباب تفضيل مصر لتأجيل انعقاد القمة، هو انه على الرغم من أن مصر التزمت بعدم الانحياز لطرف دون آخر في الخلاف القائم بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء، وعلى الرغم من تأكيد المغرب دعمه الكامل لمصر في أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، على عكس الموقف الجزائري الذي جاء منحازاً لأديس أبابا.
إثيوبيا تنتج الكهرباء من سد النهضة فعليا وآبي أحمد يخاطب السيسي من فوق السد (شاهد)
وأشار “العربي الجديد” إلى ان هناك امرا آخر يدفع باتجاه تأجيل القمة يتعلق بالموقف الخاص من عودة سوريا للجامعة العربية، حيث لم يتم حسمه من قبل العديد من الدول العربية، وأنه في حال عُقدت في هذه الظروف، فستكون قمة استعراضية، وهو “ما لا ترغب بعض العواصم العربية إعطاء شرفه للجزائر”.