“أحجار الجوع” تطفو بعد جفاف أنهار أوروبا: “إذا رأيتني فأبكي”

تسبب الجفاف الشديد في معظم أنحاء أوروبا هذا الصيف، في انحسار منسوب الأنهار، وظهور صخور تحمل كتابة قديمة تحذر من الأوقات الصعبة.

ونقلت صحيفة “ميامي هيرالد” عن سكان محليين قولهم إن الصخور التي يعود تاريخها إلى قرون، والمعروفة باسم “أحجار الجوع”، عادت إلى الظهور الأسبوع الماضي مع انخفاض مستوى الأنهار في أوروبا بسبب الجفاف.

وكانت أحجار الجوع قد ظهرت قبل سنوات، وتحديدا عام 2018 في جمهورية التشيك، وذلك بعد انخفاض مستوى نهر محلي بسبب الجفاف. وأحد هذه الأحجار يقع على ضفاف نهر “إلبه”، الذي يبدأ في التشيك ويتدفق عبر ألمانيا.

ويعود تاريخ الصخرة إلى عام 1616، وهي محفورة مع تحذير باللغة الألمانية: “Wenn du mich seehst, dann weine” – “إذا رأيتني، فابكي”، وفقا لترجمة جوجل لهذه العبارة.

وفي دراسة أجريت عام 2013، قال فريق من الباحثين التشيكيين إن “هذه النقوش حفرت خلال سنوات المشقة، وهي تحذر من عواقب الجفاف”. وأضاف الباحثون أن النقوش تعبر “عن أن الجفاف تسبب في ضعف المحاصيل، ونقص الغذاء، وارتفاع الأسعار، والجوع للفقراء، وقد تكرر حدوثه خلال عدة أعوام”.

وذكر موقع NPR أن هذه النقوش ظهرت على السطح آخر مرة خلال جفاف عام 2018.

يأتي ذلك فيما حذرت السلطات الألمانية، من أن نهر الراين، وهو أحد الممرات المائية الرئيسية في أوروبا، على بعد أيام فقط من إغلاقه أمام حركة الشحن التجارية، بسبب مستويات المياه المنخفضة للغاية الناجمة عن الجفاف.

نهر الراين، الذي يمتد حوالي 760 ميلا (1223 كلم) من جبال الألب السويسرية إلى بحر الشمال، هو ثاني أكبر نهر في وسط وغرب أوروبا بعد نهر الدانوب.

ويتم نقل نحو 200 مليون طن من البضائع عبر الأنهار الألمانية بشكل عام، ويشمل ذلك الفحم وقطع غيار السيارات والمواد الغذائية والكيميائية، وغالبية هذه البضائع تنقل عبر نهر الراين.

وقد تتسبب مستويات المياه المنخفضة بشكل خطير، في وقف حركة الشحن عبر النهر، على غرار ما حصل عام 2018، حيث توقفت الحركة لمدة ستة أشهر تقريبا.

وشهدت معظم أنحاء أوروبا ظروفاً أكثر جفافاً من المعدل الطبيعي هذا العام، كما تسببت موجات غير مسبوقة من الحر الشديد في اندلاع حرائق غابات هائلة التهمت عشرات الآلاف من الهكتارات.

ولن تتوقف درجات الحرارة عن الارتفاع إلا إذا توقف البشر عن إضافة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي. وحتى ذلك الحين، ستتفاقم موجات الحر والجفاف. وسيؤدي الفشل في معالجة تغير المناخ إلى تصاعد درجات الحرارة الشديدة بشكل أكثر خطورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى