إغتصاب الاطفال ظاهرة خطيرة ..  وهذه أسبابها !

كتبت : راما الحلوجي

اللوطيه فعل شنيع مثير للاشمئزاز ‘ ومعصية كبيره يهتز لها عرش الرحمن ‘ ورغم فداحة هذا الأمر وفظاعته، إلا إن مرتكبي هذه الأفعال لم يكتفوا بهذه الممارسات الشاذه وإنما إذدادوا فجورا وفسقا، وتوجهوا لخطف الذكور من الاطفال واغتصابهم ، هو الذنب الكبير والمعصيه الشنعاء التي تدمر المجتمعات العربية منها والغربيه ، حيث تصيب الأعراف والتقاليد المصريه بالشروخ والانهيار ‘ ولهذا كان على جريدة الامه طرق هذا الملف الخطير وبحث اسباب الظاهره ودافعها’ خاصة وان هذا الملف من الملفات المسكوت عنها .

وفي هذا الأطار قال دكتور معتز الشاري استشاري الطب النفسى، إن الشذوذ الجنسى يعد “مرضا” او خلل هرموني وليس انحرافا سلوكيا ، وهو مرتبط بالنشأة والتربية، ولا سيما فى سنوات الطفولة المبكرة، مؤكدا إنه لا علاقه بالشذوذ الجنسي بالعامل الوراثى على الإطلاق، موضخا أن معظم الشواذ أصبحوا شواذا لأنهم تعرضوا للاغتصاب فى الصغر ولم يتولى المسئولون عليهم علاجهم والإشراف عليهم وتدعيمهم نفسيا ليتخطوا هذه المشكلة.

وعن العوامل النفسية التى يتعرض لها الشواذ.. يشيرالشاري أن الشواذ جنسيا نوعان أحدهما، من لديهم مشاعر وإحساس بالذنب عالٍ فيكره كل الناس ويكره نفسه لدرجة احتقار الذات، لافتا إلى إن هذا النوع غالبا ما يرحب بالعلاج لو إن أحدا مد له يد المساعده ، والنوع الآخر يعتبر هذا السلوك جزءا من مكوناته النفسية، ولديه قناعة إن القدر اختاره ليكون شاذا .

وتابع قائلا أن الانحراف فى السلوكيات (اغتراب سيكولجى) التى يتبناها الشاذ منذ الطفولة، كالعنف والاعتداء على الآخرين والسرقة وتعاطى المخدرات غالبا ما تكون السبب وراء الجريمة، فعندما يتعاطى الشاذ ذو الشخصية العدوانية والمنحرف فى سلوكياته للمخدرات يفقد قدرته على التحكم فى الأمور، ويمكن أن يمارس العدوان أيضا مع شريكة حياته ، موضحا إن 90% من حالات خطف الأطفال واغتصابهم تعود لمنزل الضحيه، مشيرا إلى أن العلاج من هذه الجريمه مرتبط بسن الطفل الضحيه، فإذا كان سن الطفل المعتدى عليه وقت حدوث الواقعه 100% لدرجة أنه لا يتذكر ما حدث له، بعكس الأطفال ذات الفئة العمريه الأكبر سنا حيث يصعب محو ماحدث معهم بنسبة 100% .

وعن هذا قالت دكتور سهام بهجت استاذ علم الاجتماع ان الشذوذ الجنسى عرف فى مختلف العصور ولكن بشكل محدود لعدم وجود وسائل إنتشار مثل الإنترنت، وكان يستحي مرتكبها من الجهر بها رغم استمتاعه بها’ إلا ان الأمر بدأ يأخذ طابعا علنيا، فى ظل إنتشار في الاحتفالات الصاخبه، واتخاذ أماكن لمساعدة المنحرفين على ارتكاب هذه الأفعال الشاذه ، حتي أصبحوا قوة ضاغطة على المجتمعات الغربيه لتعديل القوانين التى تجرم الشذوذ الجنسى ‘ ومن بينها بريطانيا الذى اصدرت قانونا عام 1967م لايجرم الشذوذ الجنسى فعلا ما دام قائماً بين اثنين راشدين، بالغين، ومتفقين على ممارسة هذا الجرم
.
وأكملت ان الكارثه تكمن اليوم في الأستماع بالغلمان او الذكور من الاطفال’ نتيجه لعوامل مختلفه منها الدينيه والاقتصادية والاجتماعيه وغلبة الثقافة الذكوريه التي تفتح للولد حرية التحرك دون محاسبه او رقابه’ فتكون الفاجعة الأخلاقية ‘ لافتة إنه غالبا ما تكون البدايه من داخل محيط الاسره والخدم المحيطين بهم’ والذين عادة ما ينتموا إلى جنسيات مختلفة، وثقافات متنوعة، ويظهر فيهم الجهل، وقلة الدين ، ويأتمنهم أولياء الأمور على أولادهم’ ولا يأبه الاب إذا خلا البيت للخادم وابنه، ولا شك أن مثل هذا الإهمال والتقصير من الأب يعد مدعاة لوقوع الفاحشة بالولد على حين غفلة من الأب، وربما استمر وقوع الفاحشة بالولد إلى فترة طويلة تحت طائلة الترغيب والترهيب.
وأضافت ان من أهم أسباب اغتصاب الاطفال وخاصة الذكور، وانتشاره في مصرهو الانهيار فى البناء الاجتماعى داخل المجتمع المصري ، نتيجة التغيرات الاجتماعية والأقتصاديه الكاسحة التي تؤدى إلى السلوكيات الشاذه، مؤكدة إن ثقافة الإنترنت وعدم مراقبة الصغار بدخولهم لمواقع منافية للأخلاق والآداب العامه ، يكون سببا فى انتشار الشذوذ الجنسى .
وعن افتراضية إن يكون هذا النوع من السلوك الإنحرافي سببه تعسر الزواج، أكدت ان هذا الأمر ليس له علاقة بالشذوذ، لأن الشاذ جنسيا من الممكن أن يكون متزوجاً ولديه أطفال ويملك أن يتزوج أكثر من امرأة ولكنه يفضل أن يجد ما يهتم به جنسيا وسلوكيا بعيدا عن الزواج بالشكل التقليدى.
وعلي الجانب القانوني قال محمد حسن المحامي بمحكمة النقص إن الشذوذ الجنسى او الاغتصاب هو نوع من الاعتداء الجنسي يشمل عادة الاتصال الجنسي ، والذي يبدأه شخص أو أكثر ضد شخص آخر دون موافقة ذلك الشخص قد يتم تنفيذ الفعل عن طريق القوة الجسدية أو الإكراه أو إساءة استخدام السلطة أو ضد شخص غير قادر على الموافقة الصحيحة ، مثل الأشخاص المعاقين ذهنيا.

وأضاف حسن إن سبب انتشار جرائم الشذوذ الجنسى فى الفترة الأخيرة، يعود إلى حالة الفوضى الأمنية والاضطراب الذى تشهده البلاد، فضلاً عن انشغال الأسرة بالحالة الاقتصادية وتحملها عبء المعيشة والابتعاد عن التربية السليمة، مشيراً إلى أن الشذوذ الجنسى كان منتشراً فى العشوائيات ولكن فى الفترة الأخيرة نرى أنه انتشر وسط الطبقة الثرية من الأغنياء أو أبنائهم.

ويرى أيضا إن من اهم العوامل التي ساعدت على إنتشار هذا السلوك المنحرف هي حالة الانفتاح الإعلامى التى تشهدها البلاد وتسمح بولوج هذه الأفكار والعادات الغريبه و المسممه لكل بيت، مشيرا إلى أن تدنى الأخلاق وعملية التجرد الأخلاقى وانهيار القيم والحالة الاقتصادية وراء انتشار الجريمة فى الفترة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى