خبير طاقة يكشف لـRT: مصر يمكنها تصدير 8 مليار متر غاز”مسال” سنويا لأوروبا
تحدث الخبير في شؤون الطاقة، بوريس مارتسينكيفيتش، عن مدى واقعية خطة أوروبا في التخلي عن إمدادات الغاز من روسيا، وعن كميات الوقود الأزرق التي يمكن لمصر والإمارات تصديرها إلى أوروبا.
وردا على سؤال حول إمكانيات الإمارات ومصر في تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، أشار رئيس تحرير موقع “جيو إنيرغيتيكا” المتخصص في شؤون الطاقة، بوريس مارتسينكيفيتش، في حديث لـRT، إلى وجود عقبات مرتبطة بالبنية التحتية وعدم وجود ناقلات غاز كافية في العالم في ظل الإقبال على الغاز المسال.
وقال خبير الطاقة: “سيتطلب الأمر من الإمارات ومصر زيادة قدرتهما على إنتاج الغاز الطبيعي المسال، فعلى الرغم من أن مصر تمتلك مصنعين للغاز المسال، اللذين لا يعملان باستطاعتهما الكاملة، إلا أنه هناك عقبات مرتبطة بالبنية التحتية إلى جانب عدم وجود العدد الكافي من ناقلات الغاز، إذ أن معظم الناقلات تم حجزها لعدة سنوات للأمام”.
وأضاف مارتسينكيفيتش، أن الإمارات ومصر لديهما آفاق في السنوات 2 – 3 القادمة لتصدير 6 ملايين طن من الغاز المسال في السنة لكل منهما (12 مليون طن من الغاز المسال ما يعادل نحو 16 مليار متر مكعب من الغاز في السنة)”.
وعن قدرة الإمارات ومصر والجزائر وأذربيجان تعويض الغاز المصدر من روسيا إلى أوروبا، استبعد خبير الطاقة قدرة هذه الدول على استبدال واردات الوقود الأزرق من روسيا بشكل كامل، إذ صدرت روسيا في العام الماضي 2021 نحو 155 مليار متر مكعب من الغاز، علما أن أوروبا تستهلك قرابة 300 مليار متر مكعب من الغاز.
وأوضح قائلا، أن “استطاعة خط أنابيب الغاز من حقل شاه دنيز الأذربيجاني تبلغ 16 مليار متر مكعب في السنة، منها سيتم تخصيص هذا العام 10 مليارات متر مكعب لدول جنوب أوروبا، والكمية المتبقية مخصصة للمستهلكين في تركيا، ولا توجد إمكانية لزيادة تدفقات الغاز عبر هذا المسار إلى أوروبا إلا على حساب المستهلكين في تركيا، لكني استبعد حدوث ذلك إذ أن الاقتصاد التركي بدء يظهر مؤشرات على النمو”.
وتابع الخبير قائلا: “فيما يتعلق بالجزائر، فنعم ظهرت هناك فرصة لزيادة إمدادات الغاز إلى إيطاليا من هذه الدولة، لكن في نفس الوقت نشهد تأزما في العلاقات بين الجزائر وإسبانيا، التي يمكن أن تخسر الغاز الجزائري في أية لحظة”.
وفيما يتعلق بخطط ألمانيا لبناء محطات لاستقبال الغاز المسال لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، قال مارتسينكيفيتش إن “هذه المساع قد تواجه معارضة من قبل حماة البيئة، وبناء محطات من هذا النوع يستغرق عامين إلى ثلاثة، لذلك لن يحدث تغير في موسم التدفئة المقبل (الشتاء القادم)، علما أن كميات الغاز المسال في العالم محدودة لذلك فإن بناء محطات غاز مسال لا يعني شيئا”.
وعن أهمية سوق الطاقة الأوروربية بالنسبة لروسيا، استشهد الخبير بتصريحات للقيادة الروسية التي قالت إن هذه السوق ستصبح بحلول العام 2030 ذو أهمية قليلة، وذلك في ظل توجه روسيا نحو الأسواق الآسيوية ذات النمو الاقتصادي المرتفع.
وشدد الخبير على أن أوروبا بشكل عام وألمانيا بشكل خاص لن تستطيع الاستغناء عن الغاز الروسي في السنوات 7 – 8 القادمة، مشيرا إلى أن أوروبا لديها طريقة وحيدة للاستغناء عن الغاز الروسي بشكل كامل وهي هدم صناعتها وبذلك سيتراجع الطلب على الوقود الأزرق.
ولفت مارتسينكيفيتش إلى أن الاتحاد الأوروبي بدأ يتخلى عن أجندته الخضراء في ظل مساعيه لخفض الاعتماد على الغاز الروسي إذ بدأ يعود إلى مصادر الطاقة التقليدية وفي مقدمتها الفحم الحجري.
المصدر: RT