د. هند الشومر تكتب: رحيل جونسون

د. هند الشومر

رحيل بوريس جونسون زعيم حزب المحافظين ورئيس وزراء بريطانيا يفرض نفسه الآن على مواقع الأخبار والتحليل ، فماذا لو كان التحليل بعيون عربية من شعوب تنظر إلى عراقة الديمقراطية الأم في بريطانيا وتقارن دائما بين الممارسات هنا وهناك لأن هناك دروس مستفادة ولكن لا نتوقف عندها كثيرا .

ومن بينها هذا الحدث الذي مر دون هتافات أو ردود أفعال مثل “بالروح والدم نفديك يا جونسون” أو “نحن جميعا جونسون” أو أن هناك مؤامرة خارجية من أعداء الوطن تستهدف جونسون أو غيرها من التبريرات بعيون وليس بفكر عربي في هذا العقد من الزمان .

وقد تكون هناك أحداثا وليست أخطاء لأن القائد لدينا لا يخطئ ،قد تحملها جونسون وأدت إلى سقوطه السياسي المدوي الذي نشهده الآن وهي أحداث عامة وخاصة ولكنها لا تمس الزعيم ولا قدراته على الاستمرار في تحمل مسؤولية القيادة ورسم سطورها في دولة عريقة الديمقراطية وقد حملت لواءها إلى معظم أنحاء العالم على الرغم من تاريخها الاستعماري المعروف .

فهل ينتبه مفكري العالم من أصحاب الميول الديمقراطية والإعجاب بالديمقراطية العريقة في بريطانيا إلى كلمات السر التي أدت إلى سقوط جونسون قبل أن تتلوث الديمقراطية العربية بأحداث مستوردة عبر الربيع العربي مثل حريق البوعزيزي في تونس أو باب العزيزية في ليبيا أو ميدان التحديد في مصر وغيرها من أحداث شهدناها وشهدها جونسون في أيام ليست ببعيدة في الزمان أو المكان وكان ينبغي ألا تغيب عن حسابات جونسون كسياسي مخضرم في بلد عريقة الديمقراطية .وأصبحت كلمة الديمقراطية تتكرر الآن على جميع المواقع الإخبارية ولكنها بلغات مختلفة وبنوايا متعددة فأحيانا يتحدث بها المستولون على السلطة وهم يعرفون جيدا أن شرعيتهم لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالديمقراطية التي تعني حكم الشعب للشعب ولصالح الشعب بينما شعوبهم خلف الأسوار وراء القيود على حرية الرأي والتعبير في عالم أصبحت السياسة تفتح أبوابا للغش والفساد وتصنع المنافقين في مدارس الانتهازية بين الحكومات والشعوب وتعطي الأمثلة عن ممارسات تسيء للديمقراطية شكلا ومضمونا . وهذه النماذج للنفاق السياسي تزداد ضحاياه يوما بعد يوم بسبب التفسير المعيب للديمقراطية .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى