أستاذ الخرسانة وأركان الحج ؟! بقلم: الشيخ سعد الفقي

الشيخ سعد الفقي

أواخر الثمانيات ظهر كتاب لأستاذ بكلية الهندسة جامعة المنصورة.. وكان متخصصا في الخرسانة والمؤسف أن الكتاب طبع بالهيئة المصرية العامة للكتاب.

وله مقدمه كتبها الراحل الدكتور محمد عمارة المفكر الكبير وقيل وقتها أن صاحب المقدمة لم يقرأ الكتاب وانه كان يعرف الكاتب فأراد مجاملته والثناء عليه دون تصفح سطور الكتاب والاطلاع على المكتوب.

 أستاذ الخرسانة كان يتكلم عن العبادات وهذا جميل أن يكتب أستاذ خرسانة في الدين فهناك كثيرون نهجوا هذا النهج ولهم باع كبير من خلال البحث والاطلاع.

لكن أستاذ الهندسة رحمه الله ان كان من الأموات وغفر له أن كان من الأحياء، تكلم عن فريضة الحج كلاما لا علاقة له بالدين أو الفكر، فقد أزعجه وألمه ما شاهدة وهو يؤدي مناسك الحج حيث الزحام الشديد وهلاك بعض الأنفس (ولاتلقوا بأنفسكم إلي التهلكة) هكذا قال؟؟..

 وكان الحل السحري في رأي رجل الخرسانة المسلحة أن يكون موسم الحج علي أربع مرات في العام علي أن يتم التوزيع علي شهور العام وطبقا لما يراه أولوا الأمر..

 والهدف كما قال توسعه على الناس ومنعا للزحام وتخفيفا عن كاهلهم واتاحه الفرصة لزيادة عدد الحجيج من كل البلاد، وتناسي أستاذ الخرسانة أن الحج عرفة وان هناك مواقيت زمانية وأخري مكانيه.

المهم تصديت وقتها ومعي عدد محدود من الزملاء وكانت جريدة (عقيدتي)  الوحيدة التي واجهت هذا الهراء في كثير من أعدادها ومنحتنا فرصه الرد وتفنيد الأكاذيب التي تضمنها الكتاب الخرساني.

 وسحبت الهيئة المصرية العامة للكتاب نسخ الكتاب في ساعات محدودة وتظل هذه المعركة في ذاكرتي، يومها كان بعض الاصدقاء يقولون مالك ومال الكتاب لست بقوه هؤلاء فلهم خرابيش كبيرو الخ.. مصطلحات الكذب والخنوع التي نراها عند بعض البشر، رحم الله الصديق الكاتب الصحفي الأستاذ/ سيد عبد الرؤوف بن قرية البجلات دقهلية، ورئيس تحرير عقيدتي وبارك في القائمين علي أمر الجريدة فقد كانوا ملاذا للحياري وفتحوا الباب للرد علي هواه الانتشار والطعن في ثوابت الدين ومعتقدات راسخه وثابته منذ اعدادها الأولي وكان حرص القائمين عليها أنه لا افراط ولاتفريط ونعم للاسلام الوسطي المعتدل..

الشيخ / سعد الفقي

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى