د. هند الشومر تكتب: العالم سجن كبير
د. هند الشومر
تتداول المواقع الإعلامية من آن لآخر وبلغات مختلفة كلمات العقوبات والحظر وكأن العالم أصبح سجنا كبيرا ومن المعروف أن أي عقوبة لا تصبح نافذة إلا بعد استنفاذ جميع درجات التقاضي العادل ولكن تصدر العقوبات على الدول وعلى الشعوب بطرق سياسية قد لا تستكمل درجات التقاضي والحق في الدفاع .
ولا يمكن قبول كلمة العقوبات الدولية بسهولة ما لم تكن موثوق بها وبإجراءاتها مثل مجلس الأمن الذي يعرقل قراراته حق الفيتو أي أننا الآن أمام فراغ تشريعي دولي يتعلق بأساس إجراءات فرض العقوبات التي تطالعنا بها المواقع الإعلامية يوميا وتنعكس آثارها على حياة الشعوب سواء من ناحية الأمن الغذائي أو الصحة أو الاقتصاد بل إن العقوبات قد تفتح أبواب الأسواق السوداء على مصراعيها بكل ما يحيط بها من فساد .
ووسط هذه الفوضى في إصدار أحكام العقوبات تزدهر أبواب الفساد وغسيل الأموال والتجارة غير المشروعة وتجارة الأسلحة وتقف منظمات دولية عاجزة أمام تداعيات العقوبات على الحياة الإنسانية والتنمية .
والسؤال المطروح هنا هو من هي الجهة المرجعية التي يجب أن يثق فيها العالم في قرارات العقوبات ومن أعطاها ذلك الحق ؟
وما هي شرعية مثل تلك القرارات في عالم تتجاذبه الولاءات والمصالح التي تختلف من وقت لآخر في جميع دول العالم ؟
وهل أصبحنا الآن في عالم أشبه بسجن كبير بسبب أسوار العقوبات المشكوك في عدالتها وإجراءاتها أم أن العالم في حاجة لإعادة حساباته بالعقل والمنطق لكل ما يتعلق بالعقوبات ؟
وقد يكون هذا أولوية في إصلاح الأمم المتحدة بما يتفق مع الحق في الحياة والعدالة للجميع وإرساء السلام وإخماد نيران الحروب والصراعات وخاصة أن ذلك يؤثر على الشعوب من حيث الحصول على الأدوية واللقاحات الواقية من الأوبئة والأغذية بسبب ما فرض على حكوماتها من حظر يدفع ثمنه البشر والأطفال على مر الزمان .