21 ديسمبر .. هل ستكون فنلندا ”تورتة ” الجنود الروس؟!
كتب | مجدى صادق
هل حانت ساعة الموت الأسود لفنلندا التى قررت الانضمام الى حلف الناتو ؟
الانزلاق الى حرب عالمية ثالثة تؤكدها التهديدات والوعيد التى يوزعها قيصر روسيا على كافة الدول المجاورة بفرض الهيمنة ودخول بيت الطاعة الروسى وقد اصبح حلف الناتو ونشره للدفاعات الصاروخية على امتداد دول بحر البطيق ” البعبع ” الذى يهدد عرش القيصر وطموحاته الجيوسياسة فى عودة القيصرية .
وكانت قد تنبأت العرافة البغارية الكفيفة الراحلة ” بابا فانغا ” والتى كانت تسمى بـ ” نوستراداموس البلقان ” من فرط ما تتحقق نبؤاتها وقد تنبأت بان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قيصر روسيا سيكون ” سيد العالم ” وان روسيا ستصبح يوما ” سيدة ” العالم !
التفت الرئيس الروسى تجاه دول العقد الروسى المفرط وبدلا من ان يعيد بعث ” حلف وارسو ” الذى مات كمدا فانه يهدد الدول المجاورة للانضمام الى حلف الاطلنطى الذى يتمدد ويهدد روسيا على حد قوله !
المسافة بين ليننجراد والتى اصبحت تسمى سان بطرسبرج وهلينسكى عاصمة فننلدة 400 كيلو متر اقل من نصف المسافة بين القاهرة واسوان بمعنى ” مسافة السكة ” مثلما قالوا من قبل وتعتبر الحدود بين روسيا وفنلندا هى اطول حدود 1340 كيلو متر على بحر البلطيق وهو ما جعل بوتين يهدد بنشر اسلحة نووية على طول بحر البلطيق فى حال اذا نفذت فنلندا ماصرحت به بالانضمام لعضوية الناتو مع دولة السويد !
والحلم الفنلندى لدى بوتين يداعبه من حين لاخر وصورة ” جوزيف ستالين ” لا تراوح خياله واستراتيجية ” التطهير الاعظم ” التى انتهجها ستالين فى محاولة غزوه لفنلده فى 30 نوفمبر 1939 واجتياح الدولة التى أخذت ” الحياد الايجابى ” منهجا تقريبا هى نفس استراتيجية ” بوتين ” ،خوفا من البعث النازى مثلما يدعى وتهديدات حلف الناتو
واذا كان هدف ستالين من المعركة مع فنلندا هو اعادة ترسيم الحدود بين ليننيجراد ( سان بطرسبرج الآن ) عاصمة السوفييت وقتها وهلسنكى عاصمة فنلندا وهما مدينتان تقفان قبالة بعضهما على خليج فنلندا
علينا تأكيد ان فنلندا كانت احدى دول الاتحاد السوفييتى قبل حصولها على استقلالها مطلع عام 1918 ، فيما شهدت موجات متتالية من التوتر بين البلدين
ويعيش الفنلديون ” فوبيا ” احتلال الروس لهم في الوقت الذي تتوجس فيه روسيا من نوايا فنلندا فتح حدودها لالمانيا النازية لاستهداف بلادها عسكريا
وبعد الغزو الروسى لأوكرانيا تعتزم فنلندا ومعها السويد التقدم لعضوية حلف الناتو تجنبا للسيناريو الروسى فى اوكرانيا رغم تحذيرات روسيا على لسان المتحدث الرسمى لللكرملين ديمترى بيسكوف ” . ان الخطوة التى تسعى لها فنلندا لن تجلب الاستقرار الى اوروبا ويبقى حلف الناتو ” صداع ” فى رأس بوتين وفرصة له لاتخاذ اجراءات انتقامية لتحقيق حلم ” القيصرية ” خاصة وان السيناريو الايرانى فى ذهن بوتين للاستحواذ على نقاط استراتيجية تخدم مصالحه فايران تتباهى بوجودها فى 5 دول عربية وبوتين ليس اقل من خامنئى حيث تواجد في سوريا وليبيا ومالى عبر منظومته وذراعه الخارجى ” فاجنر ” وهى شركة دولية للأمن والدفاع الدولى على غرار شركة ” صادات او سادات ” التركية التابعة للاستخبارات التركية
لكن عندما يهدد بوتين فنلندا يتذكر وعود الجنود الروس لستالين من وقوع فنلندا في ايديهم يوم 21 ديسمبر وهى ” تورتة ” الجنود فى عيد ميلاد ستالين لكن فنلندا كانت “عصية ” على ايدى الجنود الروس حينما لجأوا الى ” السيسو سيسو ” وهو مصطلح فنلندى معروف وهى رفع الروح المعنوية لدى مايقرب من 300 الف جندى فنلندى باسلحة بسيطة تواجه جيش من العرمرم قوامة مليون واحتياطيات تتجاوز الملايين وكانوا يحاربون ويدافعون عن بلدهم بالزجاجات الحارقة وجذوع الشجر التي كانت توضع في جنازير الدبابات لكن” السيسو سيسو ” كان الحل !
ويبقى السجق احد اخطر الأشياء في تاريخ العسكرية الروسية حيث كانت احد الاسباب فى هزيمتهم رغم ان فنلندا لم تنتصر وايضا لم تنهزم فقد توعد ستالين الشعب الفنلدى بالسحق والقضاء عليهم للابد لتأمين الحدود الروسية حيث هاجم السوفييت احد معسكرات الفنلندية اثناء استعدادهم لتناول طعامهم المفضل وهو ” حساء السجق ” نظرا لبرودة شديدة اعتادوا على اعداده لمواجهة البرد القارس وبدلا من ملاحقة الفنلدنيين الفارين ضعف الجنود السوفييت اما رائحة ” حساء السجق ” وقد كان طعامهم بسكويت وشاى ( ! ) وانقضوا على السجق ولم يلتفتوا لشئ اخر وهو مااستغله الفنلدنيين بمحاصرة المكان وابادوا العشرات من جنود فيلق المشاه 718 السوفييتى واستعادوا مواقعهم وهو ماعرف بحرب السجق واصبح ” السجق ” كلمة مزعجة فى تاريخ العسكرية السوفييتية وكان لهذه المعركة تأثير فى قرار هتلر بالتدخل العسكرى ضد الاتحاد السوفيتى فى 22 يونيو 1941 ضمن عملية بروبروسيا على ساحل نورماندى الشهير
الرئيس الفنلندى ” ساولى نيينستيو ” اكد ان دولته (5,5مليون نسمة ) سوف يكون هذه المرة مستعدا لدخول حلف الناتو في يونيو المُقبل بصحبة السويد مهما كان منسوب التوتر مع ” القيصر ” وحرب السجق لاتزال فى الذاكرة الروسية والتى اصبحت مادة للسخرية خلال الحرب العالمية الثانية فهل ” توقظ ” القيصر من تهديداته الستالينية الذى يتوعد بحرب عالمية ثالثة قادمة ؟!!