كيف تصل المسكنات إلى مواضع الألم في الجسم بدقة؟
الأمة – القاهرة:
عندما تتناول حبة من مسكن للألم، فستلاحظ بعد فترة وجيزة أن مفعولها بدأ في الظهور، ويبدأ الألم بالتلاشي، وهنا تطرح في نفسك تساؤلا منطقيا: كيف تتمكن حبة المسكن من الوصول مباشرة لموقع الألم؟.
يجيب الدكتور توم أنكوردوكي، وهو عالم صيدلاني، على هذا التساؤل في مقال له بموقع ”ScienceAlert“، حيث أوضح أنه يجب التعرف على طريقة امتصاص الجسم للأدوية العلاجية، لفهم طريقة وصول الأدوية للنقاط المقصودة.
ويوضح الدكتور توم أنه بمجرد تناول حبة من أي دواء، فإن جزءا من مكوناته يذوب داخل المعدة والأمعاء، وذلك قبل أن تبدأ عملية امتصاص جزيئاته عبر مرورها في مجرى الدم، ومن ثم يبدأ وصولها إلى مختلف أنسجة وأعضاء الجسم.
وتقوم العقاقير الطبية بالتأثير على الجسم البشري من خلال استهدافها لمختلف المستقبلات الحسية للجسم، مما يتسبب في إحداث ردود فعل مختلفة.
وعلى الرغم من أن العقاقير يتم تصميمها لاستهداف مستشعرات حسية معينة في الجسم، لتحقيق التأثير المطلوب، إلا أنه من المستحيل منع وصول جزيئات العقاقير لأجزاء الجسم المختلفة وإحداث آثار جانبية، بحسب الدكتور توم.
ويقول الدكتور توم إن جزيئات العقاقير الطبية التي تسري في مجرى الدم تبدأ في التحلل بمرور الوقت، وعادة ما تغادر الجسم مع البول، وعلى سبيل المثال فإن فيتامين B2 عادة ما يتسبب في تغيير لون البول عند تناول الشخص جرعة منه.
ويضيف الدكتور توم أن الحصول على الأدوية العلاجية على شكل حقن يعتبر من أكثر الأساليب الطبية للعلاج فعالية؛ لأنه يسهل وصول جزيئات العلاج مباشرة لمجرى الدم، مما يسرع في امتصاصها، وكذلك يبعدها عن المرور بالجهاز الهضمي الذي قد يؤثر على خصائص بعض الأدوية.
ويلجأ الأطباء أحيانا إلى جرعات إضافية من العقاقير الطبية لزيادة نسبة تركيزها في الدم، وتحقيق فعالية أكبر في التعامل مع الألم أو المرض، إلا أن تلك الأساليب ترتفع معها كذلك الأعراض الجانبية نتيجة زيادة تركيز جزيئات العقاقير في أجزاء الجسم الأخرى.
وإلى جانب الحقن والأقراص، يرى الدكتور توم أن قطرات العين والكريمات العلاجية وأجهزة الاستنشاق من أكثر أنواع العقاقير تركيزا في تأثيرها على المناطق المستهدفة بالعلاج، حيث إنها تقدم نسبة تركيز كبيرة في تلك المناطق، إلى جانب ضمان وصول أقل نسبة ممكنة من جزيئاتها إلى بقية مناطق الجسم، مما يقلل من أعراضها الجانبية.
ويركز العالم الصيدلاني على عنصر مهم لتحقيق التأثير المطلوب وتوصيل العقاقير لمنطقة المرض في الجسم البشري، وهو ضرورة الحصول على الجرعة الصحيحة من الدواء في الوقت المحدد له، ففي الوقت الذي ينسى فيه المريض مواعيد حصوله على جرعات الدواء أكثر من مرة على مدار اليوم، بدأت صناعة العقاقير العلاجية في الاتجاه نحو تصميم الأدوية بمكونات لا يتطلب تناولها أكثر من مرة واحدة يوميا، لتسهيل الحصول عليها في موعدها المحدد، ليحصل الجسم على علاجه المطلوب.