«واحدة بواحدة».. روسيا قد تنشر صواريخ في نيكاراغوا
هل فاجأت روسيا الولايات المتحدة بخطوة استراتيجية جديدة، تعيد للأذهان أزمة نشر الصواريخ السوفييتية في كوبا، في ستينيات القرن الماضي، والذي كاد يتحول إلى حرب عالمية ثالثة؟. صحيفة «ذا هيل» تقول بالفعل إن روسيا فاجأت أمريكا بخطوة عسكرية في نيكاراغوا، التي تحتل موقعاً استراتيجياً بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي.
وكان رئيس نيكاراغوا، دانيال أورتيغا، سمح بوجود مؤقت في البلاد لجيش أجنبي، بما في ذلك الجيش الروسي، لأغراض إنسانية. وحصلت قوات فنزويلا، هندوراس، غواتيمالا، كوبا، جمهورية الدومينيكان، المكسيك والسلفادور، على نفس الإذن. والحديث هنا ليس فقط عن نشر قوات برية، ولكن أيضاً عن نشر مؤقت لسفن حربية وطائرات، وفقاً لما نقلت وكالة سبوتنيك عن التقرير الأمريكي.
وأضاف التقرير أن هذا قد يكون أول ظهور مهم للقوات الروسية في أمريكا الوسطى، وسيكون بمثابة أساس لوجود عسكري روسي أقوى في نيكاراغوا.
وجاء في التقرير، أنه على الرغم من حقيقة أن الجيش الأمريكي حصل أيضاً على إذن، فمن غير المرجح أن ترسل الولايات المتحدة جيشها إلى نيكاراغوا، لكن من المرجّح أن تستغل روسيا وكوبا وفنزويلا هذه الفرصة.
استضافة الأسطول
التقرير أشار إلى أنه إذا أرسلت روسيا سفناً حربية إلى نيكاراغوا، فيمكن للطرفين إبرام اتفاقية في المستقبل، لاستضافة الأسطول الروسي على أساس دائم، وقد يؤدي ذلك إلى امتلاك موسكو قواعد بحرية في أمريكا الوسطى.
بالإضافة إلى ذلك، تلتزم روسيا بالتكتيكات العالمية، فهي تقيم علاقات اقتصادية وعسكرية مع الدول النامية، وبالتالي، تكتسب نفوذاً في الخارج، وكان هذا بمثابة مفاجأة للولايات المتحدة. فالتقرير يقول: روسيا كانت قادرة على تطوير هذه الاستراتيجية، على الرغم من قيودها الاقتصادية، لأن أمريكا لم تولِ اهتماماً كافياً للأحداث في هذه البلدان.
واختتم بالقول إن بلدان أمريكا اللاتينية، يتعذر على واشنطن إيجاد لغة مشتركة معها، حيث أصبحت هذه الدول ذات أهمية متزايدة في صراع القوى العظمى.
اختتمت قمة الأمريكتين الأسبوع الماضي، وهو اجتماع لرؤساء دول وحكومات الأمريكتين، والذي يتم عقده كل بضع سنوات. وعقد المنتدى هذا العام في لوس آنجلس. ولم تتم دعوة ممثلين لكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا لحضور القمة، ما دفع قادة عدد من دول أمريكا اللاتينية، بما في ذلك المكسيك، لرفض المشاركة في القمة.
لا مفر
المحلل الروسي إدوارد تشيسنوكوف، كتب في «كومسومولسكايا برافدا»، أن المزيد من التقارب بين موسكو وماناغوا، لا مفر منه، في الواقع السياسي الجديد، مشيراً إلى أن الزيارة التي قام بها إلى عاصمة نيكاراغوا وفد من نواب مجلس الدوما، بقيادة رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين، في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، أثمرت عن تعاون مهم، مشيراً إلى أن واشنطن تدعم علناً المعارضة المسلّحة في نيكاراغوا، يقول تشيسنوكوف: ها هي نيكاراغوا تسمح رسمياً بنشر القوات الروسية على أراضيها، والطائرات المقاتلة في مطاراتها، وسفن البحرية الروسية في موانئها.
ووفق مبدأ «واحدة بواحدة»، يربط تشيسنوكوف هذا التطور، بما يجري في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، بدأت بتزويد أوكرانيا بالمدفعية وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى، و«هذا يجبر موسكو على اتباع المنطق الجيوسياسي، والقيام بخطوات غير متناظرة، مثل القدوم إلى ماناغوا. فالمسافة إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة من هناك، ألفا كيلومتر. وهذه المسافة متواضعة بالنسبة للصواريخ الحديثة. بالطبع، لا أحد يدعو إلى اتخاذ إجراءات عدوانية. لكن احتمال نشر أسلحة روسية غير بعيد عن أمريكا، يمكن أن يبرّد رؤوس كثير من المتهورين في الكونغرس والبيت الأبيض»، حسبما نقلت فضائية «روسيا اليوم».
وأضاف: «إذا لم يتغير شيء، فقد يتم نشر قواتنا في أمريكا الوسطى، في النصف الثاني من هذا العام».