باسنت محمد تكتب: نوع جميل من المخدرات !
أعزائى القراء.. انتبهوا جيدا لهذا المقال فربما تجدوا فيه ضالتكم..
تعودنا منذ الصغر وتحديدا منذ دخول المدرسة علي الخضوع بكل أنواعه فنخضع تارة للمعلم وتارة أخري للمادة الدراسية حتي وإن كانت ثقيلة علينا وغير متوافقة مع ميولنا وعقولنا وتعودنا أيضا علي الخضوع للفقر والضعف ودخلنا بفعل فاعل في ماتريكس أو منظومة أو مصفوفة القطيع بأننا لابد وأن نرتضي بالفقر وأن الفقر فضيلة والغني قد يكون سُبة أو رزيلة ننعت بها الأغنياء.. لا لا وألف لا
الكون مليء بالوفرة التي تكفي وتفيض عن حاجتنا ولكل منا نصيب من رزق الله الممدود الواسع ولكنهم يا أعزائى حرموا علينا ما أحل الله لنا واقنعونا بطريقة ما أن الفقر والحوجة والذل نعم وآلاء
سيقنعونك أن الفقر ليس عيبا ، وأن الله يحب الفقراء أكثر ، وأن النبي عليه الصلاة و السلام كان فقيرا ، وأن القناعة كنز لا يفنى ، وأن الزهد فضيلة ، وأن الطمع رذيلة ، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء ، وأن الأغنياء هم محض مصاصي دماء.
نوع جميل من المخدرات ، ستجعلك تستمتع بفقرك ، تستلذ بحاجتك ، ترضى بضعفك و قلة حيلتك !!
لن يحدثك أحد عن عثمان وجيش العسرة ، ولا عن طلحة وسخائه ، ولا عن الزبير وعقاراته ، ولا عن ابن عوف وتجارته ، ولا عن ابن أبي وقاص وصدقاته ، رضوان الله عليهم أجمعين.
لن يحدثك أحد عن إستعاذة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من الكفر و الفقر ، ولا أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، ولا أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف.
بل سيقولون لك إنه لا بأس أن تكون ( فقيرا ، ضعيفا ، محتاجا ) فحينها ، لن تسأل ، لن تنتقل لمرحلة تطالب فيها بأكثر من قوت يومك ، لتتساءل فيها عن الظلم ، عن الانبطاح ، عن الاستضعاف ، فحينها ، ستصبح مزعجا ، متطفلا ، متجاوزا لمكانتك ، حينها ستفكر، ستخطط ، ستعمل، و ربما –لا سمح الله- ستنتصر!