حتى الجنون.. هكذا تم تعذيب”سعودي” في معتقل سري أمريكي
نقلت صحيفة “نيويوك تايمز” شهادة طبيب نفسي أمريكي شارك في تعذيب معتقل سعودي بأحد مقرات الاحتجاز السري التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية عام 2002، حيث قال إن أساليب التعذيب كانت كافية لدفع المعتقل إلى الجنون.
وقالت الصحيفة إن “جيمس إي ميتشل” أدلى بشهادته أمام محكمة عسكرية في معتقل “جوانتانامو”، والتي اجتمعت هذا الأسبوع للاستماع إلى المرافعات السابقة للمحاكمة في قضية المواطن السعودي “عبدالرحيم النشيري”.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الدكتور “ميتشل”، وهو متخصص نفسي متعاقد مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، أكد أنه أخضع “النشيري” لبضع جلسات إيهام بالغرق في أحد “مواقع التعذيب السوداء” التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في تايلاند عام 2002، وقد بلغت هذه الجلسات من الشدة أنها كسرت “النشيري” وجعلته في غاية الانقياد لأوامر جلاديه، حتى إنه كان يزحف إلى “صندوق الحبس” دون أن يأمره الحراس بذلك.
ينطوي الإيهام بالغرق، في طريقة الاستخبارات الأمريكية، على ربط المحتجز وتغطية وجهه بقطعة قماش، ثم صب الماء على أنفه وفمه؛ لترويعه بشعور الغرق.
وقد شاع استخدام الاستخبارات الأمريكية هذا الأسلوب في تعذيب المشتبه فيهم والمعتقلين ضمن ما وصفته الولايات المتحدة بحربها على الإرهاب في أعقاب هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وقال “ميتشل” إن “النشيري” قاوم في البداية الدخول إلى الصندوق الخشبي الضيق، إلا أنه أصبح “يحب البقاء في الصندوق” بعد مدة، و”كان يدخله ويغلقه على نفسه”.
وزعم “ميتشل” والمحقق الآخر، “جون بروس جيسن”، أنهما “توقفا عن تعذيب النشيري بالإيهام بالغرق بعد الجلسة الثالثة، لأنهما خشيا إيذاءه”.
وقال “ميتشل” إن جلسات الإيهام بالغرق كانت تُجرى تحت إشراف أطباء تابعين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وبتفويضٍ من وزارة العدل.
واعتقل “النشيري” في دبي عام 2002، وظل محتجزاً بمواقع سرية تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية لما يقرب من 4 سنوات، ثم نُقل إلى معتقل جوانتانامو في عام 2006.
يعقد محامو “النشيري” جلسات استماع سابقة للمحاكمة ضمن مساعٍ مستمرة منذ سنوات، للطعن في أدلة الحكومة الأمريكية التي اتهمته بجرائم تصل عقوباتها إلى الإعدام، بحسب صحيفة “ذا إندبندنت”.
يُشار إلى أن “جينا هاسبل”، مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حالياً، كانت هي المسؤولة عن موقع التعذيب السري في تايلاند عندما كان النشيري معتقلاً هناك.
فيما أظهرت وثائق منقحة بشدة لاستجواب “النشيري” في عام 2002، أن أسلوب الإيهام بالغرق كان شديد الوطأة على “النشيري”، حتى إنه “كان يصرخ ألماً بأنه سيفعل أي شيء يطلبه المحققون”، وقيل له إنه إذا لم يتعاون مع المحققين، فسوف يعاني “بطرقٍ لا قِبل له بتصوِّرها”.