من أوراق عاشق – حديث العيد .. بقلم: صبري القن
فات الوقت ولم يعد باستطاعة أحد أن يسأل هى مصر رايحة لفين ؟.. والسبب انها خلاص راحت ذى شيكولاته السندريلا الست سعاد حسنى، وعمنا الجميل الشاعر صلاح جاهين.
أيوه اتبلعت فبعد العيد سوف يعوم من جديد جنيهنا اليائس البائس الحزين، ده اذا قدر له أن ينهض ويعوم من تانى، ذلك والمؤكد إن الدولار سيرتفع مرة أخرى لـ ٢٥ جنيه، ومن هنا وجب علينا جميعا أن نسأل ونتسائل؟ كيف وصلنا إلى ما نحن فيه؟ ومن الذى أوصلنا لهذا؟ وهل سيعاقبون أم كالعادة سيفلتون من العقاب؟.
أسئلة باتت الآن على ألسنة الدهماء فى الشارع، وباتت تحتاج لإجابة ولا أظن إن افطارا رمضانيا سوف يردم على هذه الاسئلة، وبخاصة إن ما يسمى بالمعارضة، والأسرة المصرية باتت لامحل لها من الإعراب، أمام عشرات الأجيال الجديدة التى كبرت فى الحزن، والحزن بيكبر، أو أمام عشرات الملايين التى جاعت وشردت وعاشت حقبة من الزمان هى الأسوأ فى تاريخ مصر.
فلقد بات الحديث عن الانجازات حديث يدعو إلى السخرية، والمرارة، فليس معقولا، ولا مقبولا أن تصرف المليارات على الطرق والكبارى والعاصمة الادارية وأكبر جامع، وأكبر كنيسة وهم جميعا لا ينتجون ولا يساهمون فى رفعة الوطن، ولا رفع الغلاء عن كاهل المواطن، ولا يزيدون الدخل القومى.
ماذا جنيت مصر من الدين غير الديون، ومن المليارات سوى الحسرات والفاقة، وباتت الأسئلة كم من الديون ستدفعها الآجيال القادمة، وما هو المقابل؟ هل بنينا مدارس، أو مستشفيات، أو جامعات، أو مصانع، هل شقينا ترع أو قنوات؟ هل زادت رقعة الأرض الزراعية فاكتفينا من الغذاء ولم نعد نستورد الغذاء ليس سوى الطرق والكبارى والمشاريع التى لاتدر عائدا، فهل هذا معقول ويقبله أحد، أو سبت، أو خميس.
إن مستقبلنا ياسادة فى خطر، مستقبل أمة، نعم أمة، فانتبهوا للقادم، فالقادم عادم، بل هو الأسوأ، نعم لست متفائلا، ولم أكن يوما كذلك.
يقول شاعرنا الكبير أمل دنقل فى قصيدته العشاء الأخير:
إعطنى القدرة حتى أبتسم
فشعاع الشمس يهوى كخيوط العنكبوت
والقناديل تموت
ثم يقول فى نفس القصيدة..
جائع ياقلبى المعروض فى سوق الرياء
ما الذى أكله الآن إذن..
كى لا أموت ؟!