من حقك تسجنى جوزك لو إغتصبك ..كله بالقانون !
الاغتصاب الزوجي… مازلنا منذ سنوات وحتى اليوم، نؤكد أن هناك جريمة ترتكب بحق النساء المتزوجات تسمى “الاغتصاب الزوجي” والتي باتت رائجة بشكل كبير في المجتمعات العربية. نعلم جيدًا، أنها ليست مصنفة كجريمة من وجهة نظر القانون، ولكنها ستظل كذلك في أعيننا.
ربما مع الوقت، والمطالبة المستمرة بحقوق النساء، تصبح جريمة يعاقب عليها القانون يومًا ما. لذا عندما شاهدنا الاغتصاب الزوجي في اثنين من مسلسلات رمضان 2021، كان من الضروري أن نتحدث عنه. ففي المرة الأولى ظهر الاغتصاب الزوجي بإحدى حلقات مسلسل “ملوك الجدعنة”، وفي المرة الثانية ظهر ضمن حلقات مسلسل “لعبة نيوتن”، وفي كلا المرتين ظهر مدى التأثير النفسي السيء على المرة، وما يصيبها من خوف وفزع. كل هذا يظهر في مشهد لم تتعدى مدته ٥ دقائق، ولكن ما بالك بالواقع؟ فكيف يكون شعور النساء اللاتي يتعرضن بشكل متكرر للاغتصاب الزوجي؟
ربما تكون هذه السطور التي نكبتها لا تقديم حلولًا جذرية لجريمة الاغتصاب الزوجي، بقدر ما هي توعية للنساء وللمجتمع بهذه الجريمة التي ترتكب في حق النساء المتزوجات. لذا إن كنت متزوجة، ولا تعلمين حقًا إذا كنت تتعرضين للاغتصاب الزوجي أم لا، فنحن هنا اليوم لنخبرك بالطريقة التي تتحول بها العلاقة الحميمة إلى اغتصاب زوجي؟
متى تتحول العلاقة الحميمة إلى اغتصاب زوجي؟
ببساطة، يمكن أن تتحول العلاقة الحميمة المليئة بالحب والرومانسية إلى اغتصاب زوجي في لحظة، إذا مارس الرجل أحد أشكال الاغتصاب الزوجي التي سنسردها لك في السطور التالية…أشكال الاغتصاب الزوجي
١- العلاقة الجنسية المصحوبة بالاعتداء الجسديفي أحيان كثيرة ترفض المرأة العلاقة الجنسية، وهو ما يكون ضد رغبة الرجل. لذا يكون الحل في قيامه بالاعتداء عليها جسديًا “الضرب” حتى تخضع لرغبته. وفي بعض الحالات يستمر هذا الضرب أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، كنوع من إلحاق الأذي بالزوجة وعقابها، على رفضها هذا. وهذا النوع من الاغتصاب الزوجي هو الشائع بكثرة، فغالبية الرجال، يعتقدون أن ضرب الزوجة هو الحل المثالي لتنفيذ كل رغباته.
٢- الإجبار على العلاقة الحميمة
من حق المرأة تمامًا أن ترفض ممارسة العلاقة الحميمة، ومن الواجب على الزوج مناقشة الأمر معها خاصة إن كان متكرر. ولكن ليس هذا ما يحدث على أرض الواقع. ففي المجتمعات العربية يعتقد الرجل أنه ليس من حق الزوجة أن ترفض ممارسة العلاقة الحميمة حينما يريد، مهما كانت مرهقة، في مزاج غير جيد، متعبة وتعاني من آلام ما، غاضبة منه، أي كان السبب. وهنا بدلًا من استيعاب الرجل للأمر، يبدأ في إجبارها على ممارسة العلاقة الحميمة. الأمر الوحيد المختلف عن النوع الأول، هو أن هنا الرجل لا يتعدى على المرأة بالضرب، ولكن يجبرها، ويظل يحاول حتى تستسلم بالنهاية، دون رغبتها. وهو أيضًا من أنواع الاغتصاب الزوجي.
٣- الأفعال الجنسية الشاذة
أثناء العلاقة الحميمة دون رغبة الزوجةتختلف ميول الكثيرين أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، ولكننا نشدد دومًا أنه طالما أن الزوجين متوافقين وكل منهما مرحب بما يفعله الطرف الآخر، فلا توجد مشكلة. ولكن في أحيان كثيرة يكون لدى الرجل ميول جنسية مختلفة يخفيها ويدع المرأة تكتشفها فجأة كأمر واقع أثناء العلاقة الجنسية. فمثلًا، تجد المرأة أن زوجها يمارس العنف بأشكالها خلال العلاقة الحميمة، وإذا حاولت الرفض تجد أن تعرضها للأذى النفسي والجسدي يزداد، وهنا يسمى بالاغتصاب الزوجي. فهو شيء لم يتفق، ولم يرحب به الطرفين
٤- الحرية مقابل العلاقة الجنسية
في أحيان كثيرة تتم مساومة الزوجة على ممارسة العلاقة الحميمة مقابل السماح لها بالذهاب إلى عملها، أو رؤية عائلتها وأصدقائها أو حتى مجرد الخروج من المنزل أو استخدام الهاتف. وهنا تكون الزوجة مجبرة على ممارسة الجنس من أجل الحصول على حريتها في المقابل!
٥- العنف النفسي من أجل الجنس
شيء آخر يستخدمه الرجال وتتعرض له الكثير من النساء، وهو العنف النفسي. فبعض الرجال يردد بعض الدعاوي الدينية الخاطئة حتى يؤثر على نفسية زوجته وتخضع له في النهاية خوف من العقاب أو الذنب الديني. والبعض يلجأ لبعض الحج الاجتماعية، كإخبار الأهل وشكوتها لهم، لأنه يعلم جيدًا أن عائلة المرأة ستخبرها بأنه لا يحق لها أن ترفض طلب زوجها للمارسة الجنس، ويزيد الضغط عليها.إذًا، كيف تتصرفين إذا كنت تتعرضين إلى أي شكل من أشكال الاغتصاب الزوجي؟نعلم جيدًا أننا أخبرناك في الأعلى أن الاغتصاب الزوجي ليست جريمة يعاقب عليها القانون في المجتمعات العربية، ولكن هذا لا يعني أنه يجب عليك الاستسلام…
١- القوانين في المجتمعات العربية تعاقب على العنف الزوجي، لذا إذا تعرضت لأي من أنواع الاغتصاب الزوجي، التي تترك آثارًا جسدية، هنا يمكنك اللجوء للقانون.
٢- مهما كان شكل الاغتصاب الزوجي الذي تتعرضين له، فلا يجب عليك الاستسلام. حاولي القراءة كثيرًا، والتعرف على كل نوع جيدًا، لتعلمي وتفهمي ما تتعرضين له حقًا. وحاولي المقاومة بالطريقة التي تجدينها مناسبة لك.
٣- ابحثي عن الدعم والمساعدة: إن كنت تشعرين أن ما تتعرضين له هو أمر مستمر ولم تصبح هناك حيلة لإيقاف هذا الأمر، فحان الوقت للبحث عن مساعدة. سواء كانت عائلتك، أقاربك ، أصدقائك وحاولي توضيح لهم مدى أثر ما تتعرضين له على نفسيتك، واخبريهم بما تريدين، واطلبي منهم مساعدتك.
٤- حان وقت الانفصال: الاغتصاب الزوجي هو جريمة بحقك، وكما أخبرناك بمدى تأثيره السلبي عليك، لذا نعتقد أن الوقت قد حان لتتخلصي من هذا الزواج. قد يكون قرار الانفصال صعب، ولكن بعد طلبك لدعم ومساندة عائلتك كما أخبرناك، سيمكنك التعامل مع صعوبته.
٥- من الطبيعي أن تتأثر حالتك النفسية مما تتعرضين له، لذا لا خجل من البحث عن المساعدة لدى طبيب أو معالج نفسي.
تذكري دومًا.. يحق لك رفض ممارسة العلاقة الجنسية مع زوجك متى تشائين.