عبدالكريم الوزان يكتب: ” أبوخليل وأبواسماعيل “!!
من المعروف ان هناك علاقة وطيدة بين الأحداث والوقائع الجارية والثقافة والمعتقدات عبر المراحل الزمنية ، وبين التسميات والكنى والألقاب مثل : غازي وفيصل ومطر وصيهود وعليل وقحط وجدري وفيضان وحرب وخابط وسحاب ومظلوم وعذاب وعليل وسهران وفجر وغير ذلك.
وتماشيا مع ذلك وفي عقود زمنية خلت كان يتم مناداة الجندي العراقي بـ ( ابوخليل ) والشرطي بـ ( ابواسماعيل) وهو ماتعارف عليه العراقيون ، فما أصل هذه التسميات ؟.
أجمعت الكثير من الروايات من خلال تتبعنا لها عبر وسائل الاعلام المنشورة -وإن إختلفت بعض الشيء – على أن تسمية ( أبوخليل ) جاءت بعد مشاركة الجيش العراقي في حرب فلسطين عام 1948 دفاعا عن الأرض العربية ، وكان الجيش العراقي يتمركز في مدينة جنين والخليل ، وقاتل فيهما ببسالة وخاصة في مدينة الخليل ولم ينسحب منها ، وماتزال هناك في جنين مقبرة لشهداء الجيش العراقي تزار من قبل العرب والفلسطينيين.. فكرم بهذا اللقب . في حين يذهب البعض الى أنها تزامنت مع بدء تأسيس الجيش العراقي عام 1921 ومن باب التيمن بنبي الله ابراهيم الخليل سمي بـ ( أبوخليل).
أما ( أبو اسماعيل ) فيرجع الى بدايات تأسيس الدولة العراقية بعد ما قام الانجليز عام 1921 بتشكيل الشرطة بمعاونة الهنود، وقيل أن أول شرطي عراقي تم تعيينه كان اسمهُ (اسماعيل) وهكذا جاءت التسمية .
البعض وخاصة من الشباب يشتاط اليوم غضبا اذا مانودي بأحد الألقاب اعلاه معتقدا أن هذا انتقاصا له وازدراءً ينتقص من مقامه وشخصيته ، في حين إن ( أبو خليل وأبواسماعيل) كانا حريصان على حرمة الوطن والشعب ، يلوذ بهما الناس في الأزمات والمحن والويلات ، يذودان بكل ماأوتيا من إيمان وعزم عن المقدسات والعرض والحقوق ، ولم يكونا فاسدين او طائفيين أو مزدوجي الولاء للعراق وغيره، بل كانا لحمة واحدة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب وحال لسانهما يلهج بـ لبيك ياعراق، فألف تحية وسلام للنشامى .. ابوخليل وابواسماعيل!!.