السيدة حسنية .. قصة أول سائقة “تاكسي” في مصر
على عكس النمط السائد، شهدت شوارع مصر منذ سبعينيات القرن الماضي مشاركة النساء في القيام بمهنة سائقات سيارات الأجرة.
وكان للسيدة “حسنية محمد علي” الشهيرة بـ”أم وليد” السبق بهذه المبادرة، حين كشفت في عديد من الحوارات السابقة عن أنها بدأت في ممارسة هذه المهنة منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.
بداية الرحلة
وفي حوار مع “ديلي نيوز” قالت السيدة أم وليد، إنها أعجبت بحرفة القيادة منذ السنوات الأولى من عمرها، وفي عام 1979، حصلت على رخصتها للقيادة للمرة الأولى.
وامتلكت السيدة حسنية سيارتها الأولى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، بتكلفة بلغت 7500 جنيه مصري، عن طريق حصولها على قرض من بنك ناصر الاجتماعي.
وبدأت بعدها في استغلال سيارتها كمصدر رزق لها، لتصبح أول سيدة تعمل كسائقة لسيارة أجرة في مصر في عام 1980.
العمل لأجل الأسرة
وقالت حسنية إن كونها الأكبر بين أفراد أسرتها، دفعها للبحث عن وسيلة كسب عيش، واستغلت حبها للقيادة في تحويل سيارتها لسيارة أجرة لتكون مصدر رزق ثابت لها.
وأوضحت أنها أقدمت على ذلك لدعم والدها، ثم لإعالة أسرتها الخاصة نظرا لأنها تحولت لأرملة بعد فترة قصيرة من الزواج والإنجاب.
وقالت السيدة حسنية إنها أنجبت من زوجها الراحل أربعة أبناء، بنتين وولدين ونجحت في منحهم الاستقرار ودعمهم حتى أصبحوا جميعا متزوجين.
تحدي الصعوبات
وفي حوارها ذكرت السيدة حسنية أن عملها كسائقة تاكسي من عمر الـ25، عرضها للكثير من التحديات والمضايقات، غير أنها اكتسبت الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه التحديات، كون جميع أفراد أسرتها سبق لهم العمل بهذا المجال.
في الوقت نفسه، ذكرت أنها تلقت دعما معنويا في شوارع مصر وكانت ترى سعادة في أعين ضباط المرور تقديرا لكفاحها، والأمر نفسه فيما يخص من كانت تصطحبهم من شباب وسيدات في رحلاتها اليومية بالتاكسي.
هدف للكفاح من أجله
وترغب السيدة أم وليد الاستمرار في القيادة طالما هي قادرة على ذلك وتتمتع بالصحة والعزيمة اللازمة، وعبرت عن رفضها تلقي أي مساعدة مادية من أبنائها، ولأنها تسعى لتحقيق حلمها بالقيام برحلة حج للأراضي المقدسة بمكة المكرمة.
كما وجهت نصيحة لكافة السيدات المكافحات بعدم الاكتراث لأي عادات نمطية قد تمنعهم من السعي وراء تحقيق أحلامهم.