صادم وخطير.. قرار إيراني بعد “الإعدامات الجماعية” في السعودية

أفاد الإعلام الرسمي الإيراني، الأحد، بأن أي موعد لجلسة جديدة من الحوار بين طهران والرياض لم يتم تحديده، وذلك بعد تقارير عن “تعليق” البلاد مشاركتها في المحادثات، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.
وكانت وسائل إعلام إيرانية على صلة بالحكومة أوردت، الأحد، أن إيران قررت مؤقتا تعليق محادثاتها السرية، التي توسطت فيها بغداد بهدف نزع فتيل التوترات المستمرة منذ سنوات، مع السعودية، بعد يوم من تنفيذ الأخيرة لأكبر عملية إعدام جماعي معروفة في تاريخها الحديث، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وأفاد موقع “نور نيوز” الإيراني، المقرب من مجلس الأمن القومي في البلاد، بأن الحكومة أوقفت من جانب واحد محادثات كانت تجريها مع السعودية في بغداد العام الماضي بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية.
ولاحقا، أوردت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية أنه “لم يحدد بعد موعد لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والسعودية”.
وأضافت: “لم تعلن إيران بعد موعدا محددا لهذه المفاوضات”، مشيرة الى أن “بعض المصادر الاخبارية أفاد أن المباحثات بين إيران والسعودية تم تعليقها موقتا” في وقت سابق اليوم.
وكان وزير الخارجية العراقي قال السبت، إن الجولة الرابعة من المحادثات بين الوفدين السعودي والإيراني من المقرر أن تستأنف الأربعاء القادم في بغداد.
ولم يذكر تقرير “نور نيوز” سببا لتعليق إيران للمحادثات، لكن ذلك يأتي في أعقاب إعدام السعودية 81 شخصا أدينوا بجرائم تتراوح من القتل إلى الانتماء لجماعات مسلحة. ويعتقد نشطاء أن المجموعة التي تم إعدامها تضم أكثر من ثلاثين شيعيا، بحسب أسوشيتد برس، في حين يحدد نشطاء آخرين 41 شيعيا في القائمة.
وكان بيان الداخلية السعودية قد نص على ارتكاب مجموعة مكونة من 37 شخصا جرائم مثل “الشروع في قتل رجال الأمن من خلال استهداف مراكز شرط ومقار أمنية أخرى والترصد للدوريات الأمنية وإطلاق النار عليها، وإعاقتهم ومنعهم مداهمة المطلوبين أمنيًا والتستر عليهم، وتوفير المعلومات لهم”.
بالإضافة إلى ذلك “القيام بعدد من جرائم الخطف والاغتصاب والسطو وسلب الأموال تحت تهديد السلاح، وإثارة الفتن وإشاعة الفوضى، وصناعة القنابل والمتفجرات والتدريب على استخدامها، وتشكيل خلايا إرهابية تتلقى أوامرها من تنظيمات إرهابية خارج المملكة، ورصد عدد من المسؤولين والاعتداء على بعضهم، وشراء وبيع وحيازة الأسلحة والذخائر والقنابل والمتفجرات والمخدرات”، وفقا لبيان وزارة الداخلية الذي لم يحدد انتماءات المدانيين المذهبية.
قالت وزارة الخارجية العراقية، السبت، إن العراق سيستضيف جولة أخرى من المحادثات بين السعودية وإيران الأربعاء. ولم تذكر الوزارة مزيدا من التفاصيل.
وكان من بين هذه الأسماء محمد بن علوي بن جعفر الشاخوري الذي تقول منظمة “أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان” في البحرين، المهتمة بقضايا الطائفة الشيعية في الخليج، إنه ناشط ينتمي لمدينة القطيف شرق المملكة. وادعت المنظمة في بيان، العام الماضي، أنه اعتقل دون مذكرة توقيف في العام 2017 وتعرض لاختفاء قسري وتعذيب.
وكان من بين هذه المجموعة أيضا أسعد بن مكي بن شبر، الذي سبق أن ادعت “المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان” أنه قبض عليه بمنطقة عسير من دون إبراز مذكرة قبض، خلال إيصال زوجته إلى المدرسة التي تعمل فيها.
وسبق أن أعلنت الداخلية السعودية في أبريل 2019، عن تنفيذ أحكام إعدام في 37 من مواطنيها، بتهم “تبني الفكر الإرهابي وتشكيل خلايا إرهابية ومهاجمة المقار الأمنية”، وكان منهم 33 شيعيا، بحسب “بي بي سي”.
وكانت العلاقات السعودية الإيرانية قطعت بعد اقتحام متظاهرون إيرانيون لمقر سفارة المملكة لدى طهران وقنصليتها بمدينة مشهد في أعقاب إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر مطلع عام 2016.
وفي وقت متأخر من السبت، اندلعت تظاهرات من الشيعة في البحرين، احتجاجا على الإعدامات الجماعية في السعودية، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
وكانت المحادثات التي توسطت فيها بغداد بين الخصمين الإقليميين، بدأت في العاصمة العراقية العام الماضي، حيث سعت السعودية إلى ايجاد سبيل لإنهاء حربها ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وهو الصراع الذي تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
كما هاجمت ميليشيات مدعومة من إيران أهدافا في السعودية وأطلقت طائرات مسيرة ضد السعودية من العراق.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، رحّب في الخامس من مارس، بتصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران، معتبرا أنها تظهر “رغبة” الرياض باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.