يوم الحسم الروسي.. عمدة كييف يؤكد محاصرتها من كل النواحي

دوت صافرات الإنذار بعد منتصف ليل الأحد الإثنين، في العاصمة الأوكرانية كييف، بعد سماع صوت انفجار قوي.

في حين تدور اشتباكات عنيفة شمال المدينة، التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها في اليوم الخامس لعمليتها العسكرية في أوكرانيا.

ووفق الجيش الأوكراني، فإن قواته تحاول صدّ توغل من محاور مختلفة للجيش الروسي الذي يعدّ متفوقا في العدد والعتاد.

وقال الجيش، إنه أحبط إنزالا جويا للقوات الروسية في منطقة البحر الأسود.

من جانبه، قال عمدة كييف “فيتالي كليتشكو”، إطباق القوات الروسية حصارها على محاور المدينة، لافتا إلى استحالة إجلاء السكان عن كييف، حيث جميع الطرق مغلقة.

وقال في مقابلة مع “أسوشيتييد برس”، ردا على سؤال عما إذا كانت هناك خطط لإجلاء المدنيين إذا تمكنت القوات الروسية من السيطرة على العاصمة الأوكرانية: “لا يمكننا فعل ذلك لأن كل الطرق مسدودة (..) الآن نحن محاصرون”.

وأفادت الوكالة، بتسجيل توتر عام في المدينة، حيث شرعت متاجر البقالة في الإغلاق، وتوقف مترو الأنفاق في المدينة عن العمل بعدما حولته السلطات إلى ملاجئ.

وبدأ حظر التجول الذي أمر به “كليتشكو”، عند الغروب، ومن المقرر أن يستمر حتى الساعة 8 صباح الإثنين، حيث أكد أن كل من ينتهك الحظر سيعتبر مخربا.

وقال: “تحدثت للتو مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي (..) الجميع ليسوا على ما يرام”.

يأتي ذلك، في وقت سيطرت القوات الروسية على كافة المباني الحكومية في مدينة بيرديانسك الساحلية الأوكرانية.

وقال وكيل محافظ المدينة “ألكساندر سفيدلو”، في رسالة فيديو عبر حسابه الشخصي على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، إنّ القوات الروسية سيطرت على كافة الأبنية الحكومية في المدينة.

وأشار إلى أنّ الآليات الثقيلة الروسية بدأت تنتشر في المدينة، ووصف ليلة الأحد/الإثنين بأنها “ستكون عصيبة”.

ودعا المسؤول الأوكراني المواطنين في المدينة إلى البقاء في الملاجئ.

وبالتزامن، كشفت صور لأقمار صناعية بثتها شركة “ماكسار” الأمريكية، عن قافلة عسكرية روسية بطول 5 كيلومترات، تتجه نحو العاصمة كييف.

وحسب بيان الشركة، تضمن الحشد العسكري الروسي المئات من المركبات العسكرية، بينها دبابات ومركبات وقود ومدرعات ومدفعيات.

وأشار البيان، إلى أنّ القافلة العسكرية الروسية باتت على بعد 64 كيلو مترا من العاصمة كييف.

وكشف البيان أن الصور تضمنت الأضرار التي لحقت بمطار أنتونوف بمدينة هوستوميل.

ووصفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية الأحد، بأنه كان “عصيبا” على الجيش، قائلة إن القوات الروسية “تواصل القصف في جميع الاتجاهات تقريبا”.

وأضافت هيئة الأركان في منشور باللغة الإنجليزية، على “فيسبوك”، أن أفراد قوة الدفاع في قاعدة فاسيلكيف الجوية العسكرية جنوب غربي العاصمة كييف، يقاومون القصف المدفعي والهجمات الروسية.

وفي إقليم سومي (شمال شرقي البلاد) لا تزال المعارك دائرة بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية.

وفي الجنوب، تحاول القوات الروسية السيطرة على خيرسون، منطلقة من جزيرة القرم المحاذية لها التي سيطرت عليها منذ عام 2014.

كما ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مدينة أوديسا على البحر الأسود تتعرض لإطلاق نار.

وفي شأن ذي صلة، وافق فيه ‏البرلمان الأوكراني بالإجماع على فرض حالة الطوارئ في البلاد.

وجاءت موافقة البرلمان، على فرض حالة الطوارئ، استجابة لمناشدة مجلس الأمن القومي والدفاع.

ووفقا لحالة الطوارئ فسيتم تقييد حركة المركبات، كما سيُمنح الحق للقوات الحكومية في تفتيش السيارات، وتعزيز حماية النظام العام والمرافق الحكومية.

كما ينص قرار فرض حالة الطوارئ على حظر تنظيم المظاهرات الجماهيرية.

ووفق تقديرات مسؤولين استخباريين غربيين، فإن روسيا فوجئت بقدرة القوات الأوكرانية على صدّ جيشها الذي لم يحقق بعد تقدما سريعا كما كان يأمل.

وقال مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن “(الرئيس الروسي فيلاديمير) بوتين أدخل ثلث قواته القتالية التي حشدها إلى الأراضي الأوكرانية”.

وأضاف أنه لا توجد مؤشرات على سيطرة القوات الروسية على أي من المدن الأوكرانية.

وأكد المسؤول أن بلاده ترى تراجعا في زخم القوات الروسية التي تواجه مقاومة قوية من القوات الأوكرانية.

وفجر الخميس، أطلقت روسيا، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول، قبل أن تفرض الولايات المتحدة ودول أوروبيةٌ عقوبات غير مسبوقة على روسيا، طالت الرئيس الروسي “فيلادمير بوتين” ووزير خارجيته “سيرجي لافروف”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى