الدكتور أيمن السيسي: الاجتياح الروسي سيفتح مسارات متعددة لإعادة تشكيل الخريطة الدولية
الأمة – القاهرة:
أكد الدكتور أيمن السيسي، المتخصص في العلاقات الدولية والشأن الإفريقي اليوم في برنامج “المشهد على قناة النيل للأخبار” اليوم السبت عن تداعيات ونتائج الأزمة الاوكرانية، معتبرا أن هذا الاجتياح الروسي سيفتح مسارات متعددة لإعادة تشكيل الخريطة الدولية انطلاقا من المناطق التي تمثل المخاضات الرخوة في العالم للتحكم فيها ومن ثم التمدد والتوسع وأهمها إفريقيا جنوب الصحراء التي تتمتع دولها بكميات هائلة من الغاز واليورانيوم والذهب ومعادن أخري، وهي المناطق التي شهدت تنازعا بين روسيا والصين من جانب مع الإستعمار التقليدي مثل فرنسا وانجلترا ومعهم أمريكا.
ودلل الدكتور ايمن السيسي على ذلك بطرد السفير الفرنسي من مالي وطلب قائد الانقلاب فيها “آسيمي جويتا” من فرنسا ودول أوربا إخراج قواتهم العسكرية من أراضي مالي وكذلك الحراك الشعبي في عدد من الدول الاخري المطالبة برحيل الفرنسيين وقواعدهم العسكرية مقابل الترحيب بالوجود الروسي وتمكينه من العمل على الأرض.
وأشار السيسي مشيرا إلى إن هذا التنازع الاستعماري رسخ القدم الروسية في دول إفريقيا ومنها ليبيا وافسح المجال للصين حتي اصبحت الشريك الاول التجاري لإفريقيا حيث بلغ حجم التبادل مع دول القارة ما يزيد عن 3500 مليار دولار وهو أكبر من رقم التبادل بينها وبين أوربا وأمريكا.
وأضاف الدكتور أيمن السيسي، إلى أن إحكام سيطرة الصين على بحر الصين الجنوبي سيبدأ باجتياح تايوان علي النمط الأوكراني وهو ما سيجعلها تتحكم في ثروات خائلة من النفط والغاز حيث يقدر الإحتياطي المؤكد من الغاز بـ900 مليار متر ومن النفط 7 مليار برميل، كما تمر من بحر الصين الجنوبي ما يصل الى 63%من حجم التجارة العالمي ولذلك -كما يقول أيمن السيسي – فإن العقوبات التي أتخذتها أوربا وأمريكا ضد روسيا تمثل انفجار بالون مملوء بالماء لن تصاب روسيا الا ببعض الرذاذ أما عن منطقة الشرق الأوسط وتداعيات هذه الأزمة عليها فستكون عاملا حاسما في تفتيتها بالفعل، ولكن حسب التوافق مع الصين وروسيا وأن مصر سيكون لها نصيب بعد أن تمت تقوية الجيش المصري ورفع كفاءته القتالية وإنجاز مشروعات قومية عملاقة عملت علي تقوية البلاد اقتصاديا.