إحذر.. هذا النبات فيه «سم قاتل»
يعتبر نبات «الخروع» من النباتات التي لا ينبغي أن يمسها المرء بشفتيه، ويعرف علميا باسم «ريسينَس كوميونس»، والذي تحظى شجيراته بالاستحسان.
يذكر أن الشجيرات تضفي مسحة من الطابع الصيفي البهيج على الحدائق، من خلال أوراقها التي تتراوح ألوانها ما بين الأخضر والأرجواني، والتي تأخذ شكل أوراق النخيل، ذلك بالإضافة إلى بذورها ذات الرؤوس الناتئة الحادة المميزة، والشبيهة بالكبسولات.
ويستخلص زيت الخروع من بذور هذا النبات، وهو مادة يعرفها كل من يريد تنظيف معدته وأمعائه في عجالة، وقد لاحظ مفردة مزعجة في الاسم العلمي للخروع، وهي ريسين، فهذه المفردة هي التي أكسبت نبات الخروع سمعته كأشد النباتات سُميّة في العالم.
وعندما يتم استخراج هذا الزيت المُليّن، تحتوي رواسب بذوره ذات اللون البني المبرقش على مزيج قوي من السموم، ويؤدي الريسين إلى الوفاة عبر تدخله في عملية التمثيل الغذائي للخلايا، وهي العملية الكيمياوية الرئيسية اللازمة لبقاء تلك الخلايا على قيد الحياة، ويؤدي ذلك التدخل إلى الحيلولة دون تكوين البروتينات الأساسية مما يؤدي لموت الخلايا، ويمكن أن يعاني الضحية من القيء والإسهال والنوبات المرضية المفاجئة لمدة قد تصل إلى أسبوع، قبل أن يقضي نحبه جراء الفشل الوظيفي لأعضاء الجسم.
وذكرت أسطورة هذا السم عبر تناوله في العديد من المؤلفات والأعمال الرائجة بين العامة، فهناك رواية الكاتبة أغاثا كريستي «منزل الموت المتربص»، وأيضا المسلسل التليفزيوني الذي أُنتج «برَكينغ باد»، ورغم أن الريسين صُوّر في مثل هذه الأعمال والمؤلفات بشكل جعله يبدو أخطر مما هو عليه على نحو واضح، فإنه يبقى مادة خطيرة ومضرة بالفعل.
وتبيت أن هناك فارق ما بين سام وضار، وتستطيع أن تحدد بسهولة نسبية ما هو النبات الأكثر سُميّة في العالم؛ من خلال النظر في ما يحتوي عليه من سموم، وما الذي يمكن أن يؤدي إليه التعرض لتلك السموم، لكن طبيعة الضرر الذي يمكن أن يحدثه ذلك النبات تتعلق كليةً بمدى احتمالية أن يأكله المرء، وكذلك مدى سهولة إفرازه للسم، وغالبًا ما تكون القشرة الخارجية لحبوب الخروع صلبة بما يكفي لتمكين هذه الحبوب من أن تمر عبر الجهاز الهضمي للإنسان دون أن تسبب له أضرارًا مميتة إذا ما ابتلعها كقطعة واحدة دون محاولة مضغها.
ويعد الحصول على جرعة مميتة من هذا السم، إذا تم مضغ وبلع خمس من هذه الحبات، وذلك إذا كان بالغا، بينما قد تكفي حبة واحدة لإحداث مثل هذا التأثير في الأطفال.