حصاد العام .. بقلم فضيلة الشيخ سعد الفقي
عام مضي تعثرت فيه كثيرا ثم نهضت وكان العون دوما من الله فهو وحده مدبر الأمر كم من الليالي نمت متألما وعند شروق الشمس كانت الانفراجه فبعد العسر يسرين هذا حكم الله وفي كل مره كنت أفوض الامر لصاحب الأمر فكانت الانشراحات تتوالي فوعد الله لايخلف ومن رحم المحن تولد المنح (فاستجبنا له).. الله يستجيب لتأوهاتك عندما تطلب منه المدد عندما تناشده التيسير لاتسأل كيف ومتي وأين .
عام مضي فقدت فيه كثير من الأصدقاء النبلاء كنت قريبا منهم مرات عديده كانوا يبادلونني الحديث عن الماضي والحاضر والمستقبل وبين عشيه وضحاها كان الرحيل دون موعد ودون مقدمات أدركت حقيقه أن الموت طائر يحوم فوق الرؤوس أنتظره في أي وقت فليس هناك مقدمات وهو لايفرق بين الصغير والكبير الصالح والطالح الغني والفقير الكل راحل حتما هذا مقدر ومكتوب .
عام مضي وهو جزء من مشوار طويل وممتد أدركت فيه أن الانسان يجب ان يتحرر من كل العلاقات الواهيه وان يزداد قربا من الله فهو وحده الملاذ والملجأ واليه وحده يرجع الأمر كله . تحررت من التفكير فيما يؤلم ومايجرح وأن التفكير فيما هو صالح هو الأبقي والأرقي والأنفع .
عام مضي عايشت فيه علاقات بنيت علي عجل فسقطت عند أول اختبار وترسخ لدي أن ماكان لله دام واتصل وماكان لغير الله انفطع وانفصل .
عام مضي يجب ان يحاسب الانسان نفسه علي كل صغيره وكبيره وان يراجع خططه المستقبليه وان يترك مالا فائده منه وفيه .
عام مضي يدفعنا دائما الي الغرس لكل ماهو طيب . غرس الكلمه الطيبه غرس ثقافه جبر الخاطر باعتبارها عباده منسيه كثيرون في حاجه الي من يضمد جراحهم ويخفف عنهم الألام والهموم وأضعف الايمان كلمه طيبه تريح النفوس الطبطبه والأخذ بأيدي المنكوبين ربما كانت أفضل من صدقات كبيره . تقول السيده عائشه رضي الله تعالي عنها وأرضاها في حادثه الأفك دخلت امرأه من الانصار فبكت ولم تتكلم تقول ( لا أنساها له) وهل هناك افضل من جبر الخاطر .
عام ماضي يحتاج فيه الانسان الي التخلي عن كل قبيح وأن يتصالح الانسان مع نفسه السلام الداخلي من نعم الله علي عباده انا وانت احوج مانكون الي البحث عنه والامساك به .
الشيخ / سعد الفقي .. كاتب وباحث