الكائنات الفضائية بين الخيال والحقيقة!
تفسيرات الظاهرة فتتراوح بين كونها تكنولوجيا عسكرية بالغة التقدم أو أنها كائنات فضائية أو من صنعها.
أجسام لا تشبه طائرات ولا أطباق طائرة وهي عادة ذات ضوء ساطع وتتحرك بأنماط غير منتظمة مجافية لقوانين الفيزياء.
أفلام الغزو الفضائي للأرض أصلها قصص وشهادات عشرات الأمريكيين لعقود طويلة عما شاهدوه من أجسام طائرة مجهولة الهوية عصية على التفسير.
ظاهرة أجسام طائرة مجهولة الهوية لم تعد قصص خيال علمى أو أفلام تسجيلية لهواة أو مهووسين بنظريات المؤامرة أو ذوي هلاوس بصرية. فهي جد لا هزل فيه!
* * *
أفلام الخيال العلمى الأمريكية التى تحكى قصص غزو فضائى لكوكب الأرض لا حصر لها. وهى فى أغلبها تقدم صورا لكائنات غريبة تغزو الأرض عبر تكنولوجيا بالغة التقدم يجهلها البشر.
غير أن تلك الأفلام ليست مبنية بالكامل على الخيال. فهى تأسست، على ما يبدو، على قصص وشهادات لعشرات الأمريكيين قدموها عبر عقود طويلة عما شاهدوه من أجسام طائرة مجهولة الهوية عصية على التفسير.
وتلك الشهادات لم يقدمها فقط أمريكيون عاديون وإنما كان بينهم طيارون مدنيون وعسكريون. وهناك أفلام تسجيلية كثيرة يحكى فيها هؤلاء عما شاهدوه.
فيقولون إن تلك الأجسام لا تشبه الطائرات وليست كلها تشبه أطباق طائرة. وهى عادة ذات ضوء ساطع وتتحرك بأنماط غير منتظمة مجافية لقوانين الفيزياء. أما تفسيرات الظاهرة فتتراوح بين كونها تكنولوجيا عسكرية بالغة التقدم أو أنها كائنات فضائية أو من صنعها.
ورغم اختلاف الشهادات، يُجمع أصحابها على اتهام السلطات الأمريكية بالتعتيم على ما تعرفه، وإصرارها على اتهام من يشاهدون تلك الظواهر بالجنون والهلاوس البصرية أو بالانسياق وراء نظرية المؤامرة.
ويقولون إن تلك الاتهامات تشكل رادعا قويا، خصوصا للطيارين، لئلا يقدموا شهادات إضافية حفاظا على وظائفهم. لكن السؤال الذى لم يجب عنه أحد هو لماذا لا تظهر تلك الأجسام إلا فى السماوات الأمريكية؟
على أية حال، ورغم الهجوم المستمر عليهم، ظل أولئك الشهود على موقفهم عقودا إلى أن جاءهم الدعم الرسمى من داخل الكونغرس، لا أقل! فزعيم الأغلبية الأسبق بمجلس الشيوخ، هارى ريد، طالب وهو بمنصبه، السلطات المعنية بضرورة بحث الظاهرة، فكان أول مسؤول سياسى يتناول الظاهرة جديا ويصعب اتهامه بالجنون. وبالفعل تضمن القانون المنظم لعمل أجهزة الاستخبارات، فى ذلك العام، بندا يأمر تلك الأجهزة بتقديم تقرير للكونغرس بشأنها.
وقد ظلت تلك التقارير سرية لا يطلع عليها سوى أعضاء الكونغرس إلى أن نشرت وزارة الدفاع فى يونيو الماضى أجزاء من أحدثها، طرحت من الأسئلة أكثر مما قدمت من إجابات.
فهى لم تنف أن يكون مصدر الظاهرة تكنولوجيا عسكرية أو كائنات فضائية، وإنما قالت إن الشهادات ليست كافية لتحديد المصدر. وقد نشرت تلك الأجزاء بعدما كان الكونغرس قد خصص فى ديسمبر 2020 اعتمادات لوزارة الدفاع لبحث تلك الظواهر وتقديم ذلك التقرير.
وقبل أيام، عاد الموضوع للصدارة حين نشرت صحيفة يو إس توداى مقتطفات من مذكرة كتبتها نائبة وزير الدفاع كاتلين هيكس، حول لجنة أنشئت بالوزارة مهمتها «تقييم» ما إذا كانت تلك الظواهر تشكل «تهديدا للطيران أو للأمن القومى».
ويعكف اليوم أعضاء من الحزبين بمجلس الشيوخ على كتابة بند يتضمنه مشروع ميزانية وزارة الدفاع الجديدة يلزمها بتقديم تقرير علنى عما لديها من معلومات فى هذا الصدد. وقالت السيناتور كريستين غيليبراند، صاحبة المشروع، إن رقابة الكونغرس بخصوص هذا الموضوع ظلت دوما محدودة للغاية.
لكن لعل أهم ما قالته السيناتور فى معرض انتقادها لتعتيم وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات، أن مرات الشهادات التى تقدم بها مسؤولون لمجلسي الكونغرس على مدار عقد كامل تعد على أصابع اليد الواحدة.
معنى ذلك أن هناك شهادات بالفعل وإن كانت سرية، الأمر الذى يعنى أن ظاهرة الأجسام الطائرة مجهولة الهوية لم تعد قصة من قصص الخيال العلمى، ولا هى مجرد أفلام تسجيلية لبعض الهواة أو من لديهم هوس بنظريات المؤامرة أو من يعانون من هلاوس بصرية. فالموضوع جد لا هزل فيه!
* د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد، باحثة في الشأن الأمريكي.