هل تصدق توقعات مصر وينهار سد النهضة؟
يحذر الخبراء من عيوب فنية قد تؤدي لانهيار سد النهضة الإثيوبي، كما رصدت الأقمار الصناعية بعض الحركات والهزات الأرضية في منطقة السد.
وقال الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة شابمان بالولايات المتحدة، إنه يوجد هبوط أرضي في البناء الرخامي والخرساني من سد النهضة بأجزاء متفاوتة، مؤكداً أن هذا الهبوط سينتج عنه بشكل حتمي تشققات في بنيان السد.
وأضاف أن إثيوبيا لم تشارك أي بيانات عن سد النهضة مع دولتي المصب، موضحا أنه “لم تكن هناك معلومات كافية عن سد النهضة، خلال إجرائه لدراسة حول السد”.
وقال العسكري إن الدراسة التي تم إجراؤها على السد تدرس بعض الحركات الأرضية الرأسية فيه، والإزاحة في الشكل العمودي، كما أنها “تقيس التأثيرات على مستوى السد الخرساني والركامي”.
وأشار إلى أن الدراسة أفادت بوجود نوع من الهبوط الأرضي بالجانبين الشرقي والغربي للسد الخرساني، منوها بأن الجانبين كانا يهبطان بمعدلات غير متساوية، مع بدء الملء الأول لسد النهضة.
وتابع: “إثيوبيا من المعروف أنها الدولة رقم واحد في إفريقيا في حجم النشاط الزلزالي والبركاني، ووجود أجسام مائية ضخمة يؤدي إلى ضغوط على القشرة الأرضية الأمر الذي يسفر عن عمليات انزلاق أسرع”.
كما رصدت الدراسة، تلوث المياه في بحيرة سد النهضة بسبب الغطاء الأخضر وهو ما أظهرته صور الأقمار الصناعية عبر الأشعة المدارية التي لديها قدرة كبيرة على اختراق الأرض والحصول على نتائج متنوعة ومختلفة.
وفي وقت سابق، أكد خبير السدود الدولي المصري، الدكتور أحمد عبد الخالق الشناوي، أن إثيوبيا لم تقم بعملية الملء الثاني نهائيا، ويرجع ذلك إلى أن سد النهضة تمت إقامته على منطقة فوالق أرضية نشطة، يمنع نهائيا بناء السدود عليها، لأن الأرض هنا تكون غير ثابتة، وعند وجود كميات مياه كبيرة تتحرك تلك الفوالق وتؤدي إلى انهيار ما عليها من منشآت.
وتابع: “في اعتقادي أن أجزاء كبيرة من السد انهارت عدة مرات، ولا تزال هناك جيوب هوائية لم تملأ بالمياه أسفل السد، وسوف تملأ بالمياه مع زيادة التخزين وفق نظرية الأواني المستطرقة”، أي أن تلك الفوالق تملأ واحدة تلو الأخرى مع زيادة كميات المياه.
وقال الشناوي: “هذا السد انهار ثلاث مرات وتم الإعلان عن ذلك في العام 2016، حيث انهارت البوابة الأولى والثانية والثالثة، أما في العام 2018 فقد انهار معظم السد ولم تخرج تلك الأخبار من مصر فقط، بل إن صور الأقمار الصناعية هى التي قالت ذلك، وفي أغسطس قبل الماضي كانت هناك غيامة في منطقة السد منعت التصوير”.
وأشار خبير السدود إلى أن “هناك سدا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ينهار منذ 3 سنوات لنفس الأسباب بسبب الفوالق الأرضية، هذه ليست تنبؤات أو حملات دعائية، لكنها نظريات علمية عالمية”، مؤكدا أن كل دعايات الملء الأول والثاني لم تصل إلى 10 مليار متر مكعب في بحيرة السد وربما لم تصل إلى الملء الأول نفسه.
من جانبه، كشف محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري في مصر، حقيقة تصريحات نسبت إليه عن انهيار سد النهضة الاثيوبى، معقبا: “قلت لو فيه احتمال انهيار واحد في المليون، ده بالنسبة لنا احتمال كبير، لا نهمله”.
وقال إنه صرح وقتها بأنه إذا وجد إحتمال حتى وإن كان صغيرا لانهيار سد النهضة لا بد من أخذ الاحتياطات من خلال مجموعة مشاريع لحماية المنشآت المائية الخاصة بمصر اللازمة، مشيرا إلى أن سد النهضة يوجد به العديد من المشاكل الفنية .
وأضاف عبد العاطي خلال لقائه مع الإعلامى “محمد الباز” ببرنامج “آخر النهار” المذاع على قناة “النهار”، أنه لابد من وجود حلول بديلة لاستيعاب كميات المياه الزائدة، حتى إذا وجدت مشكلة فنية واحدة .
وأوضح أنه “في حال انهار السد فهناك 3 احتمالات، إما تخزينها في السد العالي، وإذا كانت بحيرة السد ممتلئة، يكون الخيار الثاني مفيض توشكي، وإن لم يحتمل المفيض، فإن الخيار الثالث، فتح السد، وهنا يجب أن ينتبه متخذ القرار هل المجاري المائية تحتمل المياه، لأنها لو لم تحتملها ستؤدي للفيضان”.