روسيا تمنع الغاز عن اوروبا وتغير اتجاه خط أنابيب .. حرب جديدة 

ذكرت وسائل إعلام روسية أن تدفقات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا توقفت، السبت، لتتجه نحو الشرق، بعدما تغير مسار خط أنابيب يامال-أوروبا الروسي، الأمر الذي وصفته صحيفة نيويورك تايمز بـ”غير الطبيعي”.

ورغم ذلك، خففت التقارير الإعلامية في روسيا، وهي أحد الموردين الرئيسيين للغاز الطبيعي إلى أوروبا، من حدة الأزمة، حيث قال عملاق الطاقة الروسي (غازبروم) إنه سيلبي جميع طلبات العملاء الأوروبيين.

وأشار أحد تقارير وسائل الإعلام الروسية إلى أن تغيير اتجاه التدفق نجم عن مشكلة قصيرة الأجل، بسبب الطقس المعتدل في ألمانيا، خلال عطلة نهاية الأسبوع.

لكن نيويورك تايمز تقول إن تغير مسار خط الأنابيب حدث على خلفية الارتفاع الكبير في أسعار الغاز في أوروبا مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا في الوقت الذي ما زال فيه المخزونات منخفضة، بالإضافة إلى اتهامات بأن الكرملين يقيد إمدادات الغاز لأغراض سياسية.

أحد هذه الأغراض هو حث الاتحاد الأوروبي بالموافقة على خط أنابيب جديد (نوردستريم 2) الذي من شأنه ضخ الغاز من روسيا مباشرة إلى ألمانيا، متجاوزا أوروبا الشرقية.

وسبق أن قالت وزارة الاقتصاد الألمانية إن منح شهادة لخط الأنابيب نورد ستريم 2 لضخ الغاز الروسي إلى ألمانيا لن يهدد الإمدادات إلى أكبر اقتصاد في أوروبا وإلى الاتحاد الأوروبي.

وعلى هامش اجتماع لزعماء مجموعة العشرين، في روما، قال البيت الأبيض، السبت، إن الرئيس الأميركي جو بايدن التقى بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وبحث معها جهود منع روسيا من التلاعب بتدفق الغاز الطبيعي لأغراض سياسية.

وعلى نطاق أوسع، تنقل الصحيفة عن محللين أن الكرملين ربما يبعث رسالة بشأن الطاقة المتجددة، موضحا أن التحول السريع للغاية بعيدا عن الغاز الطبيعي سيجعل القارة الأوروبية عرضة لتقلبات الرياح وإمدادات الطاقة الشمسية.

ويقول محللون إن روسيا كانت بطيئة، منذ أسابيع، في توفير الوقود لتعويض النقص في كثير من الأحيان عن طريق الحد من التسليم لمنشآت التخزين الخاصة بها.

ويربط خط الأنابيب يامال-أوروبا روسيا بألمانيا ويعبر بيلاروسيا وبولندا. ويمثل هذا الخط حوالي 20 في المئة من قدرة الإمداد البري لروسيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وترسل روسيا الغاز إلى أوروبا الغربية بعدة طرق مختلفة، من بينها خط أنابيب يامال-أوروبا الذي تبلغ طاقته السنوية 33 مليار متر مكعب.

ولم يقدم تقرير لوكالة تاس للأنباء أي تفسير لتغيير الاتجاه. واستشهدت ببيانات شركة ألمانية لتشغيل خطوط الأنابيب، أظهرت أن تدفقات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا توقفت في جزء من خط أنابيب يامال-أوروبا الذي ينقل الغاز إلى ألمانيا عبر بولندا.

وبحسب نيويورك تايمز، يتمتع الكرملين بسجل حافل في استخدام الغاز سياسيا.

ففي العقد الأول من القرن الـ21، قطعت روسيا الإمدادات مرتين عن الحكومة الموالية للغرب في أوكرانيا، مما تسبب في نقص واسع النطاق في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، وترك الناس يرتجفون في شقق غير مدفأة في منتصف يناير.

وقد أدى انخفاض المخزونات، وارتفاع الطلب، إلى الارتفاع الكبير في أسعار الغاز الطبيعي، مع ارتفاع خام القياس الأوروبي نحو 600 في المئة، هذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى