عندما حاول أحمد زكى الانتحار .. أسرار تذاع لاول مرة
حياتها الفنية لم تكن طويلة، لكن الممثلة هالة فؤاد صاحبة الوجه الملائكي والابتسامة العذبة استطاعت أن تترك بصمة في الأعمال التي قدمتها وبقصة حياتها المليئة بالدراما والحب والشجن والمرض، وكأن مصيرها الذي واجهته ورثه منها إبنها الممثل المصري هيثم أحمد زكي، والذي توفي شاباً مثل والدته في عمر الـ35 عاماً، ليختتم حياة قاسية عاشها ومعاناة بدأت منذ طفولته، وليعمَّ الحزن والألم الذي صاحب الجميع عقب وفاة والدته هالة فؤاد، ووالده الممثل الراحل أحمد زكي، وهما صاحبا قصة الحب التي لم تنتهِ حتى بعد رحيلهما.
في 26 آذار/مارس عام 1958 ولدت هالة أحمد فؤاد في مدينة القاهرة، وعندما بلغت العامين بدأ والدها المخرج أحمد فؤاد يشركها في بعض الأدوار الصغيرة في أفلام، منها “العاشقة” و”إجازة بالعافية” و”رجال في المصيدة”، فأحبت الفن منذ صغرها، لكنها حرصت على استكمال دراستها، فحصلت على بكالوريوس من كلية التجارة عام 1979.
أفلام ومسلسلات وفوازير
بعد أن قدمت أدواراً صغيرة في أفلام، منها “البنت اللي قالت لأ” و”عاصفة من الدموع”، حصلت هالة فؤاد بعدها على البداية الحقيقية والبطولة من خلال فيلم “مين يجنن مين” والذي شاركت في بطولته إلى جانب محمود ياسين وحسين فهمي، وبعدها قدمت “سجن بلا قضبان” و”الأوباش” و”الحدق يفهم” و”عشماوي” و”السادة الرجال” و”المليونيرة الحافية” و”شقاوة في السبعين” و”حارة الجوهري”، ونظراً لما تمتعت به من خفة دم، تأهلت لتشارك في بطولة فوازير “المناسبات” مع يحيى الفخراني وصابرين عام 1988، وقدّمت هالة فؤاد أيضاً العديد من المسلسلات منها “الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين”، وهو العمل الذي جمعها بأحمد زكي، و”الإنسان والمجهول” و”الحياة مرة أخرى” و”ثمن الخوف” و”رجال في المصيدة”، وكان آخر عمل قدمته فيلم “اللعب مع الشياطين” عام 1991 قبل أن تقرر الاعتزال.
قصة حب جمعتها بـ أحمد زكي وحاول الإنتحار بعد زواجها للمرة الثانية
عام 1981 وأثناء تصوير مسلسل “الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين”، بدأت قصة حب كبيرة بين هالة فؤاد وأحمد زكي، والذي لم يحب إمرأة مثلها، وتزوجا عام 1983 في زفاف أسطوري، وأنجبا إبنهما الوحيد الممثل الراحل هيثم أحمد زكي، لكن زواجهما لم يستمر طويلًا إذ انفصلا بسبب انشغالها بالتمثيل، وأحمد زكي كان يرغب في أن تتفرغ للحياة الزوجية.
وبعد الإنفصال إلتقت هالة فؤاد بزوجها الثاني وهو الخبير السياحي عز الدين بركات، وأنجبت منه إبنها الثاني رامي، وبعد زواجها حاول أحمد زكي الانتحار، بعد أن علم بخبر زواجها للمرة الثانية لغيرته الشديدة عليها.
وكان أحمد زكي في لقاء صحفي قال إنها كانت نموذجاً هائلاً للزوجة الرائعة، ولكن لم تكتمل الحياة بينهما لحبها للفن، وبعد أن أنجبت هيثم قررت العودة للفن مرة أخرى، وهو ما كان يرفضه، فبدأت الخلافات بينهما، وأصبح أحمد زكي عصبياً وعنيداً معها لدرجة كبيرة، فلم تستطع التأقلم مع الأمر، فإتفقا على الإنفصال بعد عامين من الزواج، ولم ينكر زكي أنه عاملها بقسوة وظلم وقتها.
إعتزالها ومرضها ووفاة والدها
عام 1990 نجت هالة فؤاد من مضاعفات ولادة متعسرة، وأصيبت بجلطات في قدمها وكانت على وشك الموت، ما جعلها تقرر الإعتزال وارتداء الحجاب والاتجاه للتقرب من الله، بعد أن شعرت بأن حياتها قصيرة، على الرغم من نجوميتها الكبيرة في تلك الفترة، وبعد مدة، فوجئت هالة فؤاد بإصابتها بمرض السرطان، فتم تشخيص حالتها بسرطان الثدي، وبدأت رحلة العلاج بين فرنسا والقاهرة، وبعد فترة عاودها المرض بشكل أشرس فقررت أن تواجهه بشجاعة.
وأثناء تواجدها في المستشفى لتلقي العلاج، فوجئت بوفاة والدها المخرج أحمد فؤاد، فدخلت في غيبوبة متقطعة، ونُشر خبر وفاتها في الصحف مرتين، وفي أول مرة تم تكذيب الخبر.
وفاتها وإنهيار أحمد زكي
في العاشر من أيار/مايو عام 1993 توفيت هالة فؤاد بعد صراع مع المرض، وهي في عمر الـ35 عاماً، وكانت قد إبتعدت قبل فترة عن الأضواء وإكتفت بالعبادة فقط والتقرب من الله، حتى أنها كانت في المستشفى تدعو الممرضات والأطباء للتقرب من الله، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة.
وكان الماكيير محمد عشوب قال في لقاء تلفزيوني إن أحمد زكي حاول الإنتحار، بعد أن علم بخبر وفاتها، عندما كان يصوّر فوق أحد الأسوار، فظل يردد وبشكل هستيري “أنا اللي قتلتها أنا اللي موتها”.