مليونية “30 أكتوبر” تتحدى البرهان .. قطع جسور والانترنت في الخرطوم
تستعد عدة نقابات وتنظيمات مدنية في السودان اليوم السبت، للنزول إلى الشارع احتجاجا على الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها القوات المسلحة في البلاد بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من حل الحكومة المدنية وفرض حالة الطوارئ، ملوحة بـ”مليونية” وحشود واسعة.
وكان تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير فضلا عن نقابات عدة دعت إلى المشاركة في التظاهرات، عبر منشورات على مواقع التواصل، كما حددت الغرفة المركزية لمليونية 30 أكتوبر مسارات التظاهرات في مدن العاصمة الثلاثة، حيث ستتجه تظاهرات الخرطوم إلى شارع المطار فيما ستتجه مواكب مدينة أمدرمان إلى مقر البرلمان، بينما ستكون “المحطة الوسطى”، وجهة تظاهرات مدينة الخرطوم بحري ..
كما خطت بعض الكتابات على الجدران في الخرطوم داعية إلى المشاركة، بعد أيام من الدعوة لإضراب وعصيان شامل في العاصمة السودانية.
“الردة مستحيلة”
أما الشعار الأساسي لهذه التظاهرات الذي انتشر بين السودانيين على فيسبوك وتويتر فهو “الردة مستحيلة”، في إشارة إلى العودة للوراء ولما قبل الانتفاضة التي استمرت شهورا وانتهت بإسقاط الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019 وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين منوطة بها إدارة شؤون البلاد إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديموقراطيا عام 2023.
إلى ذلك، يصر الناشطون والداعون إلى هذا التحرك على أن تكون “المواكب” سلميّة.
في المقابل، أفادت مصادر للعربية/الحدث بقطع الاتصالات والإنترنت في العاصمة، فضلا عن إغلاق كافة الجسور باستثناء 2.
العالم يراقب
بالتزامن يراقب العالم رد فعل القوات الأمنية وكيف ستتصرف، على الرغم من أن البرهان أكد أمس أن الجيش لا يعارض أي تظاهر سلمي.
فقد حذر الاتحاد الأوروبي وواشنطن من التصدي للمحتجين، أو التعرض لهم بالقمع.
كما دعت منظمة العفو الدولية “القادة العسكريين إلى عدم ارتكاب حسابات خاطئة”، مؤكّدةً أنّ “العالم يتابع “.
إلى ذلك، قال مسؤول أميركي كبير أمس بحسب ما نقلت “فرانس برس” “نحن قلقون فعلاً حيال ما سيحصل”، مضيفا “سيكون الأمر اختبارا فعليا لنوايا العسكريين”.
بدوره، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجيش السوداني على “ضبط النفس” خلال تظاهرات اليوم السبت. وقال خلال مؤتمر صحافي عشية افتتاح قمة مجموعة العشرين في روما “أدعو العسكريين إلى إظهار ضبط النفس وعدم التسبب بسقوط مزيد من الضحايا. يجب أن يُسمح للناس بالتظاهر سلميا”.
وكان مجلس الأمن الدولي طالب العسكريين في السودان، عبر بيان صدر بإجماع أعضائه، يوم الخميس بـ”عودة حكومة انتقاليّة يديرها مدنيّون”، مبديا “قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة”.
“حكومة مدنية”
في حين قال الرئيس الأميركي جو بايدن “رسالتنا معا إلى السلطات العسكرية في السودان واضحة، ينبغي السماح للشعب بالتظاهر سلميا، وإعادة السلطة إلى الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون”.
كما أكّد أن “الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ونضاله اللاعنفي للمضيّ قدما نحو أهداف الثورة السودانية”.
يذكر أن قائد الجيش السوداني كان أعلن يوم الاثنين الماضي (25 أكتوبر) حل الحكومة والمجلس السيادي، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية.
فيما اعتقلت القوات الأمنية عددا من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، فضلا عن قياديين في أحزاب عدة وفي قوى الحرية والتغيير أيضا.
أتى ذلك، بعد أسابيع من التوتر بين المكون العسكري والمدني الشريكين في الحكم الانتقالي بالبلاد، منذ عزل البشير.