مخرج أفلام الروائع في مصر استعان بمجاذيب في أحد أفلامه وكان الأجر جلاليب!
صادف يوم أمس الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل المخرج المصري نيازي مصطفى والذي رحل في 19 أكتوبر من عام 1986 إثر حادثة قتل مأساوية لم تكشف خيوطها إلى الأن.
وقد عثر على جثة المخرج نيازي مصطفى مقتولاً في شقته ولم يكتشف الجريمة سوى طباخه الذي فوجئ بجثة المخرج الكبير في غرفة نومه وكان مكبل اليدين من الخلف، كما استخدمت شفرة حادة في قطع شرايين يده، إضافة إلى أن القاتل كمم فم المخرج بقطعة من القماش حتى لا يصدر صوتًا.
نيازى مصطفى مخرج مصري ولد في مدينة أسيوط في عام 1910 لأب سوداني وأم تركية، وأكمل دراسته الجامعية في المانيا والتحق هناك بمعهد الفيلم الألماني، ثم عاد إلى مصر ليعمل مونتيرًا في ستوديو مصر، ثم عمل كمساعد مخرج في البداية مع الفنان يوسف وهبي، ثم ما لبث فيما بعد أن تولى مهمة الإخراج.
وكان فيلم ” سلامة في خير ” أول فيلم يتولى نيازي إخراجه عام 1937 والفيلم من بطولة الممثل الراحل نجيب الريحاني، وعمل نيازي كذلك حينها في تصوير ومونتاج العمل، وساهم في كتابة السيناريو.
تزوج نيازي مصطفى من الفنانة كوكا التي اشتهرت بأدوار المرأة البدوية، حيث كانت مساعدته وزميلته في قسم المونتاج بأستوديو مصر ونشأت بينهما قصة حب تزوجا بعدها، لكنه لم ينجب منها
وتزوج نيازي الزيجة الثانية من الراقصة نعمت مختار، ثم انفصل عنها وعاد إلى زوجته الأولى بعد ان أصيبت كوكا بالسرطان ليظل بجوارها حتى لحظاتها الأخيرة.
في فيلم “رابحة”، والذي كان من بطولة كوكا وبدر لاما ونجمة إبراهيم كانت هناك مشاهد تستدعي تصوير عدد من المجاذيب وأراد نيازي الاستعانة بعدد من المجاذيب الحقيقيين وليس من الكومبارس حيث جذبته مشاهد المجاذيب الذين شاهدهم قرب مقى الفيشاوي الشهير والذي كان يرتاده أهل الفن في ذلك الوقت.
أرسل نيازي الريجيسير التابع له إلى مقهى الفيشاوي ليدعو المجاذيب للعمل مع نيازي في الفيلم، إلا أن المجاذيب أمسكوا بالريجيسير وضربوه ضرباً مبرحاً.
المخرج نيازي مصطفى لم ييأس وأخذ سيارة كبيرة وملأها بأطباق الطعام وذهب بنفسه ووقف أمام المقهى، تسارع المجاذيب إلى السيارة لالتهام الطعام، الأمر الذي استغله نيازي فأمر السائق أن ينطلق بالسيارة إلى استديو الأهرام والتي كانت قد امتلأت بالمجاذيب الذين صعدوا عليها ليأخذوا الطعام، وهناك أعد لهم مائدة أخرى أغرتهم بالبقاء وتنفيذ رغبة نيازي مصطفى بالظهور في فيلمه.
تم تصوير المشاهد المطلوبة في الفيلم وعندما انتهى نيازي مصطفى من تصوير المشهد الخاص بالمجاذيب أراد أن يكافئهم بمكافأة مالية ولكن المجاذيب رفضوا المال فما كان من المخرج سوى شراء كمية كبيرة من القماش وأعطى كل منهم ما يكفيه لصنع جلباباً جديداً.