نصف اللبنانيين تحت خط الفقر… والقمامة مصدر غذاء كثيرين !

عمّق الانهيار الاقتصادي المتصاعد في لبنان والمستمر منذ صيف 2019 مستوى الفقر، حيث بات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.

ويشهد لبنان انهيارا لقيمة عملته الوطنية، ونقل تقرير لشبكة سي إن إن الوضع الذي يعايشه المواطنون أثناء شهر رمضان.

فخديجة خريص تمتلك ما يعادل 35 سنتا اليوم. وقد لا يكون لديها شيء غدا. وعلى بعد أربعة شوارع من مقر إقامتها في حي راس بيروت، يعاني أحمد شبلي الإفلاس.

وفي رمضان، يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب من الفجر وحتى المغرب. ويعتبر هذا الوقت مناسبا للتفكير الروحاني والشعور بالجوعى والفقراء.

لكن بالنسبة لخديجة وأحمد، فإن الصوم عبادة بسيطة. لكن إعداد الإفطار ليس بسيطا. وقال أحمد (22 عاما): “لم يعد الناس يساعدون بعضهم البعض”.

ويضيف وهو يشير إلى طفل يبلغ من العمر 11 عاما يبحث في القمامة: “في النهاية، أصبحنا على هذا الوضع”.

وعادة، كانت عائلتا خديجة وأحمد تتناولان إفطارا من أربعة أطباق مطبوخة في المنزل، بينما تتزين الشوارع بأضواء ملونة للاحتفال بالشهر.

لكن بالنسبة للكثيرين في لبنان، فإن شهر رمضان من هذا العام كان مختلفا بسبب الركود الاقتصادي الذي تصاعد منذ أواخر عام 2019، مما حوّل البلد، الذي كان يتصدر دول العالم العربي غير المنتجة للنفط من حيث حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، إلى بؤرة من انعدام الأمن الغذائي.

Road signs stand in the middle of a temporary garbage dump in the area of Jamhour, east of the Lebanese capital Beirut, on…
بات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.
وكثير من أولئك الذين يتبعون تعاليم الإسلام المتمثلة في زيادة الصدقات والتبرعات الخيرية، خلال رمضان، يخصصون جزءا من طعامهم للفقراء، وهو شيء يعتمد عليه المزيد من المسلمين في لبنان هذا العام، بحسب تقرير سي إن إن.

ويضيف “هذه المساعدة الخيرية هي التي تدعم أسرة خديجة المكونة من خمسة أفراد. لم تطبخ لهم وجبة طعام منذ أسبوعين، وبدلا من ذلك اعتمدت على بقايا الطعام التي يقدمها لها الجيران”.

وقالت خديجة (42 عاما)، وهي أصلا من قرية الخيام في جنوب لبنان ولكنها تعيش الآن في العاصمة: “سابقا، كان بإمكاننا شراء الزيت والأدوية واللبن واللحوم والدجاج والحليب لأولادي ويتبقى مال”.

وأضافت “أما الآن، بالكاد نستطيع تحمل أي شيء”.

كما تحدثت السي إن إن إلى أحمد، وهو لاجئ سوري يبيع الخردة التي يعثر عليها في القمامة، منذ وفاة والده قبل خمس سنوات. وينبش أحمد في القمامة منذ الفجر. ويحيط به اثنان من أبناء عمومته الأصغر سنا.

وقال أحمد ويداه المسودتان تقبضان على أطراف حاوية القمامة: “بدون هذه القمامة سنموت جوعا، بسبب ارتفاع الأسعار، نأكل ونشرب من القمامة. هناك الكثير من الناس مثلي.”

ومن تحت كومة من القمامة حصل أحمد على علبة قطايف، وبينما يرتسم على وجهه مزيج من السعادة والشفقة على الذات علق قائلا: “هذه جميلة ونظيفة. هذا سيكون طعامنا في المنزل الليلة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى