تحويل “باب العزب” لأول منطقة إبداع متكاملة بالشرق الأوسط وإفريقيا
الأمة – القاهرة:
شهدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي وشركة بدايات مصر لدراسة تحويل منطقة باب العزب بقلعة صلاح الدين الأيوبي إلى أول منطقة إبداع متكاملة في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وكان صندوق مصر السيادي قد وقع العام الماضي مع المجلس الأعلى للآثار عقد تطوير وتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة باب العزب الأثرية بقلعة صلاح الدين الأيوبي، على أن يتولى المجلس الأعلى للآثار إدارة المنطقة الأثرية بالكامل وأن يتولى الصندوق تقديم وتشغيل خدمات الزائرين.
وتهدف الدراسة لوضع المخطط العام والجدوى الاقتصادية لعرضه على المجلس الأعلى للآثار لاعتمادها لخلق أول منطقة إبداع متكاملة في الشرق الأوسط وإفريقيا في قلب القاهرة التاريخية بما لها من عمق ثقافي متفرد كأحد أهم مواقع التراث العالمي.
ويأتي ذلك من خلال توظيف المباني التراثية الموجودة داخل منطقة باب العزب كعناصر جذب هامة تستضيف بداخلها المكونات الأساسية لمنطقة الإبداع من محتوى تعليمي وإبداعي وحرفي وتجاري وترفيهي وترويجي لجذب الزائرين للمنطقة من داخل مصر وخارجها وتحفيز مخرجات الاقتصاد الإبداعي في مصر وربطه بالشبكات والأسواق العالمية.
قيمة تاريخية
وتشغل منطقة باب العزب الجزء السفلي من قلعة صلاح الدين الأيوبي المقابل لميدان الرميلة ومدرسة ومسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي. وكان باب العزب لمئات السنين المدخل الرئيسي للقلعة إلى أن قام محمد علي بإنشاء الباب الجديد المقابل لمنطقة الحطابة حالياً.
أولى مشروعات استثمار الصندوق السيادي
وأكدت الدكتورة هالة السعيد أن هذه الخطوة تعد أولى مشروعات استثمار صندوق مصر السيادي في القطاع السياحي والثقافي والخدمي بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار والتي ستشمل ترميم وإحياء منطقة “باب العزب” بالقلعة بهدف تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بها، ضمن خطة شاملة تستهدف إعادة تأهيل منطقة غير مستغلة بالقلعة وفتحها للجمهور بعد ترميمها وإضافتها إلى قائمة المزارات والمقاصد السياحية التاريخية والثقافية.
توفير فرص عمل
وتوقعت السعيد أن يقوم المشروع بخلق مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء المنطقة المحيطة وجذب الاستثمارات في المجالات الإبداعية المختلفة وخلق مناخ يساهم في الحفاظ على العديد من الحرف التقليدية وتطويرها.
ويواكب ذلك الاهتمام بقلعة صلاح الدين الأيوبي بموقعها في قلب القاهرة والتي يقصدها الزائرون كمزار رئيسي كونها أهم معالم القاهرة التاريخية – أحد أكبر المدن التراثية المسجلة على قائمة مواقع التراث العالمي (اليونسكو)، حيث لعبت قلعة صلاح الدين الأيوبي دوراً هاماً في تاريخ مصر على مر العصور كونها العاصمة السياسية للبلاد ومقراً للحكم قرابة سبعة قرون.
القلعة تستعيد رونقها
كما أوضح أن القلعة تبدأ خلال الفترة القادمة في استعاده رونقها بعد الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة بجامع محمد علي باشا لنرى النقوش الكتابية الملونة البديعة ويعود بريق النجف الأثري وتعود دقات الساعة بعد توقف دام قرابه 170 عاماً لتزهو بعد ترميم برج الساعة بنقوشه المذهبة وتعود جدران المزارات والقباب إلى سابق زهوها.