تفاصيل أول زيارة رسمية لمسؤول سعودي لسوريا منذ اندلاع الثورة
الأمة – القاهرة:
كشفت صحيفة “the guardian” البريطانية، عن تفاصيل الزيارة التي قام بها رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان إلى دمشق ولقاء نظيره السوري في أول اجتماع علني من نوعه بين السعودية وسوريا منذ اندلاع الحرب السورية قبل عقد من الزمن.
وقد استقبل الوفد السعودي بقيادة اللواء خالد حميدان رئيس المخابرات العامة للبلاد، الجنرال السوري علي مملوك، مهندس دمشق لسحق الثورة المناهضة للأسد والمحاور الرئيسي مع القوات الروسية، التي أصبحت المهيمن الرئيسي على الصراع في البلد منذ سبتمبر 2015.
تطبيع نهائي للعلاقات
وفق تقرير للصحيفة البريطانية، فإن هذا الاجتماع، الذي عقد في العاصمة دمشق، الإثنين 3 مايو/أيار، يعتبر بمثابة انفراجة للأزمة التي عرفتها العلاقات بين الرياض وسوريا الأسد منذ اندلاع الحرب، كما أنها تعتبر دفعة مهمة لنظام بشار الأسد.
يحدث هذا في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولون في الرياض أن التطبيع النهائي للعلاقات بين البلدين سوف يبدأ بعد 3 أيام من عيد الفطر، لتعود بذلك العلاقات بينهما بعد أن تم قطعها بشكل كلي منذ الانتفاضة الشعبية في سوريا عام 2011.
في تصريح للصحيفة البريطانية، قال مسؤول سعودي طلب عدم الكشف عن هويته، إن هذه الزيارة تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، لكن تفاصيل دقيقة حالت دون القيام بزيارات مماثلة قبل الأمس، كما علق على الزيارة قائلا: “لقد تغيرت الأحداث إقليمياً، وهذه الزيارة هي بمثابة افتتاح لعودة العلاقات بين البلدين”.
هدية للأسد
تقول الصحيفة البريطانية، إن “مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة هدية كبيرة للأسد، الذي تشبث بالسلطة بدعم من روسيا وإيران رغم انهيار البلاد من حوله”.
كما ستكون أيضاً لحظة تاريخية في الدبلوماسية الإقليمية، حيث تتفق سياسة الرياض مع طهران في واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها بمرارة في المنطقة، حيث اشتبك البلدان مع بعضهما البعض من خلال استخدام القوات بالوكالة”.
الرياض والحرب السورية
قبل ذلك بعامين، سعت الرياض إلى الإطاحة بالأسد من خلال تسليح القوات المناهضة للنظام بالقرب من دمشق، حيث توقعت القيادة السعودية من باراك أوباما أن يطلق حملة من حلفاء الولايات المتحدة للاستيلاء على العاصمة السورية.
لم تتحقق مثل هذه الخطة أبداً، وعندما اختار الرئيس الأمريكي عدم السماح بضربات جوية بعد الهجوم بغاز السارين على المناطق الخارجية لدمشق في عام 2013، حولت الرياض تركيز مشاركتها في الصراع من استخدام مجموعات تعمل بالوكالة إلى توفير صواريخ موجهة للمعارضة التي تم فحصها.
بحلول أغسطس/آب 2015، سافر الجنرال الإيراني المغتال قاسم سليماني إلى موسكو لطلب تدخل فلاديمير بوتين، وهو الحدث الذي قلب مسار الحرب.
منذ ذلك الحين، تراجعت الرياض في الصراع، حيث تحرك حليفاها الإقليميان، مصر والإمارات لتوطيد العلاقات مع دمشق، كما أعادت أبوظبي فتح سفارتها في دمشق العام الماضي.