مستنقع الفساد.. بقلم: طه خليفة
كلما قرأت عن قضية رشوة؛ مشتبه/متورط/متهم/مدان فيها أحد أعضاء الهيئات القضائية يزداد غضبي وسخطي واحتقاري لكل من يسقط في مستنقع الفساد ممن يعمل في مؤسسة العدالة ذات الوضعية الحساسة لأن مصائر الناس ترتبط بكلمة أو جرة قلم منه.
لماذا يرتشي ويفسد وينحط الواحد منهم وهو يحصل على أموال وامتيازات هائلة تجعله يعيش في رفاهية تامة، كأنه في مغارة (علي بابا)؟.
لا مبرر إطلاقاً لأي عنصر في الهيئات القضائية في هذا السقوط الأخلاقي المشين، إلا إذا كان من الأصل لا يصلح لهذا العمل شديد الخصوصية لولا الخلل في الاختبارات والتعيينات المحكورة على شخصيات وعائلات وفئات بعينها في المجتمع حتى صار مرفق القضاء مملكة خاصة بذاتها ليس لكل مواطن شريف حق الاقتراب من أبوابها إلا أهل هذه المملكة وحدهم.
هذا الفساد الذي يضرب في عمق بنية الدولة والمجتمع والأفراد بحاجة إلى حرب جادة لاستئصاله من جذوره دون هوادة أو رحمة، وضمن هذه الحرب تفكيك الممالك التي تحتكر لنفسها وظائف ومناصب ومهناً وأعمالاً معينة تتسيد بها على ما سواها وتأخذ منها أكثر مما لها ومما لغيرها.
المساواة المطلقة والصارمة بين كل المواطنين، وعدم التمييز الحاسم يجب أن يكون القاعدة الصلبة في الاختيار والتعيين بالوظيف العامة والوظائف الخاصة وفي نمط وطريقة التعامل في عمومه مع كل المواطنين دون استثناء أو تصنيف أو ترتيب وإلا فإن معنى المواطنة لن يخرج عن كونه لفظة يتم تداولها للتجارة والنفاق.
لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
ولا فضل لمصري على آخر إلا بالعلم والفكر والثقافة والعقل والكفاءة والجدارة والأخلاق والاستقامة.