فنانة شهيرة.. زوجوها قهراً فقضت شهر العسل في السجن
تحل الذكرى المائة لميلاد الفنانة الراحلة زوزو نبيل، والتى ارتبطت لدى شريحة كبيرة من الجمهور بصوت شهرزاد في مسلسل “ألف ليلة وليلة في الإذاعة المصرية لعدة سنوات، لكن قصة حياة زوزو نبيل نفسها يمكن أن تكون ضمن القصص الأسطورية.
ولدت عزيزة إمام حسين في المنوفية، وتزوجت للمرة الأولى في سن الثالثة عشر التنجب ابنها الوحيد نبيل، الذي اقترن اسمها به طوال مشوارها الفني، حيث اختارت اسم الدليل الخاص بها “زوزو” وألحقته باسم ابنها، لتصبح زوزو نبيل.
استرجعت الفنانة زوزو نبيل ذكرياتها الشخصية، التى ساهمت بشكل كبير في تشكيل طبائعها الحادة والصارمة، وهى تصف حياتها بـ”الألغاز” التى تصلح لمسلسل درامي مشوق من 60 حلقة، وقالت في لقاء قديم مع المذيع مفيد فوزي إنها قضت طفولتها ومراهقتها في زنزانة بالسجن، رغم أنها كانت من عائلة مثقفة وميسورة بالحلمية.
“زنزانة السجن” تعبير وصفت به “زوزو نبيل” مرحلة زواجها الأول من مأمور سجن طرة، قالت: “اتجوزت مأمور سجن طرة، كان عمري 13 سنة، وأنجبت إبني وعمري 14 سنة، كنت الأم الطفلة!، لم يكن زواجي سوى حقبة من الانعزال الجبري، البيت كان زنزانة، قعدت سنة مخرجتش من البيت بأمر زوجي، ممنوع افتح الشباك، و بيت زوجي كان مطلًا على السجن الذي يعمل فيه مأمورا، ولم يسمح لي بالخروج حتى لفناء البيت”.
وأضافت زوزو نبيل: “حماتي لاحظت همي وغمي في الشهور الأخيرة لحملي، كانت في حاجة محجرة جوايا، ومش قادرة أحكي، ورسمت معي خطة كي أرى الشارع ليوم واحد، فقد رأت ضرورة للتمشية كي تتيسر ولادتي، واستحلفتنى ألا يعلم زوجي بهذه الخطة، ألبستني بيشة وبالطو أسود طويل، والغفير والخادمة ذهبوا معي لحراستي، سرنا في الظلام حتى محطة المعادي، وعندما عدت علم حمايا بما حدث وأخذني إلى والدتي وقال لها “خدى دي أمانة عندك لحد لما آجي استلمها”.
توفي زوج زوزو نبيل الأول بعد فترة من زواجها، واهتمت بتربية ابنها نبيل أثناء عملها بالتمثيل في الفرق المسرحية ولبدايتها مع التمثيل قصة أخرى، حيث واجهت صعوبة في إقناع أهلها الريفيين بالسماح لها أن تعمل كممثلة، ومع إصرارها الشديد وتعهدها بالحفاظ على القيم والأخلاق وافقت والدتها وحافظت زوزو على وعدها حتى وفاتها.
وافقت زوزو نبيل أن تتزوج للمرة الثانية من أحد جيرانها الذي كان في تلك الفترة متزوج من امرأة أخرى ولديه ابنة، واستمر الزواج السري لمدة اقتربت من 10 سنوات، قبل أن تعرف الزوجة الأولى بالأمر وتطلب الطلاق، لكن زوزو نبيل زارتها في المنزل وأقنعتها أنها لم تتضرر من وجودها في حياة زوجها طوال تلك الفترة ولم تعلم بوجودها، وعرضت عليها الاستمرار بنفس الوضع على سبيل التجربة، وهو ما رحبت به زوجة الأولى بعد فترة توطدت العلاقة بين الزوجتين، وأصبحت زوزو نبيل تصطحب “ضرتها” معها في كل المناسبات العامة وتصفها بأنها أختها، وهو ما شجع الزوج الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة على شراء بيت كبير جمع فيه زوجتيه، لتعيش زوزو نبيل وابنها نبيل من زيجتها الأولى في نفس البيت مع زوجها وزوجته الأولى وابنتهما.
نجاح زوزو نبيل في علاقتها الأسرية لم يمنعها عن النجاح المهني حيث عملت بالرقابة على المصنفات الفنية ثم تولت إدارة المسرح الشعبي وزارة الثقافة وبعدها عملت مؤسسة المسرح وتدرجت حتى منصب وكيل وزارة الثقافة إلى جانب عملها بالتدريس لمادة الإلقاء المسرحي بمعهد السينما.
عاشت زوزو نبيل حياة سعيدة ومستقرة مع أسرتها الكبيرة ومن شدة حبها لضرتها وابنتها، اقترحت تزويج ابنها نبيل من ابنة زوجها، كونهما تربيا سويًا ويعرفان بعضهما جيدًا، وهو ما حدث وأنجب الأبناء 3 أحفاد قبل استشهاد نبيل الضابط بالقوات المسلحة أثناء مشاركته في حرب أكتوبر سنة 1973.
استمرت حياة زوزو نبيل في نفس المنزل مع عائلتها الكبيرة التي ضمت زوجها وزوجته وابنتهما والأحفاد الثلاثة، وظلت تعمل بالتمثيل رافضة الاعتزال، حتى توفيت يوم 3 مايو سنة 1996 عن عمر ناهز السادسة والسبعون عامًا.