هؤلاء هل يعودون؟ .. بقلم الشيخ: سعد الفقي
كم من صفحات علي الفيس بوك توقفت ولم يعد أصحابها يكتبون ويعلقون وتزداد أعجاباتهم.
كم من أرقام تليفونات لم نعد نسمع رناتها وأصوات اصحابها، كم من شخصيات كنا نتعهدها في ذهابنا وأيابنا وكنا نحرص علي مبادلتهم السلام والتحية والسؤال عن الحال والمأل والأهل ومن يحبون.
أمور للأسف أصبحت طبيعية ولم تعد تشغل بالنا وترهق عقولنا، من منا سأل عن صديقه الذي كان يحرص علي السؤال عنه وكان يختصه بالمزيد من الكرم والعطاء.
من منا عاود الإتصال علي رقم تليفون لأحد الأصدقاء الذي رحل عن دنيانا وكان له بمثابه الأخ الذي لم تلده أمه.
من منا كلف خاطرة وسأل عن أستاذة الذي كان يقابله في ذهابه وأيابه وكان صاحب أفضال، نفوس كثيرة تغيرت وأصابها العطب.
شخصيات نبيلة ترحل وأوراق يانعه كنا نراها تتساقط لم يتعظ احدنا ولم يسأل أذا كان الامر كذلك، فلم الكبرياء والتعالي علي عباد الله؟! وإلى متي نظل نحمل البغضاء والكراهية والحقد في الصدور؟.. إلى متي هذا الغباء الذي نراة ؟.
لما التنازع والتصارع أذا كانت النهايات معلومة وإن الكل إلى زوال، أليس فينا رجل رشيد ينصحنا والنصيحة واجبة، إن لم تكن فرض عين في هذة الأيام.
شخصيات كثيرة تغادر وترحل ربما قدمت لنا العون والزاد في وقت كنا أحوج مانكون اليه، هل كلف أحدنا خاطرة السؤال عن أهليهم وذرياتهم وكيف حالهم، وإن مصيرنا حتما سيكون مثلهم.
حركة الحياة وتسارع وتيرتها وتروسها التي لاتتوقف، خطفت القلوب والعقول إلى أين الله اعلم.
فهل يملك احدنا تغيير هذة المنظومه الغريبة والوافدة علينا، أم إن حالنا يزداد سوءا، ولاحول ولاقوة الا بالله.
الشيخ / سعد الفقي – كاتب وباحث